الحشاشين.. طائفة الإرهابيين الأوائل الذين أفسدوا الدولة الفاطمية




الحشاشون.. الجماعة السرية التي ابتليت بها الدولة الفاطمية وانتشرت دعوتها الخبيثة وفرقت وحدتها وأفسدت نظامها السياسي حتى أدى ذلك في النهاية إلى سقوطها.

تأسست هذه الجماعة السرية في القرن الحادي عشر على يد الحسن بن الصباح، وهو رجل فارسي شيعي اسماعيلي، حيث استغل الفوضى التي عمت الدولة الفاطمية بعد وفاة الخليفة المستنصر بالله وقام بدعوة الناس إلى مذهبه الشيعي الإسماعيلي.

وانتشر مذهب الحشاشين بسرعة كبيرة بين الفئات المهمشة والمحرومة في المجتمع الفاطمي، حيث وعدهم الحسن بن الصباح بجنة الأرض إذا اتبعوا تعاليمه، كما ادعى أنه المهدي المنتظر الذي سيقيم دولة العدل الإلهي.

ولكي يسيطر الحسن بن الصباح على أتباعه بشكل كامل، استخدم أسلوب غسيل الأدمغة، حيث كان يقوم بتعاطي الحشيش مع أتباعه في قلاعهم الجبلية، مما أدى إلى تسميتهم بالحشاشين.

ووفقًا للروايات التاريخية، كان الحسن بن الصباح يستخدم الحشيش لخلق حالة من النشوة والهذيان بين أتباعه، حيث كان يدخلهم في قاعات مظلمة ويضخ دخان الحشيش في الجو ويقدم لهم فتيات جميلات، مما يوحي لهم بأنهم في الجنة.

كما كان الحسن بن الصباح يستخدم أسلوب التهديد والترهيب لإجبار الناس على اتباعه، حيث كان يقوم باغتيال خصومه السياسيين والعلماء الذين ينتقدون مذهبه، مما أدى إلى حالة من الرعب والخوف في الدولة الفاطمية.

واستطاع الحسن بن الصباح تأسيس دولة خاصة به في قلعة آلموت، والتي أصبحت مركزًا لدعوته الإسماعيلية، ومنها كان يرسل أتباعه لاغتيال خصومه السياسيين في مختلف أنحاء الدولة الفاطمية.

ومن أشهر عمليات الاغتيال التي قام بها الحشاشون اغتيال الوزير الفاطمي الشهير بدر الجمالي، والذي كان يعرف بحكمته وذكائه، إلا أن الحشاشين تمكنوا من اغتياله في عام 1094م.

واستمرت دولة الحشاشين في الوجود لمدة طويلة بعد وفاة مؤسسها الحسن بن الصباح، حيث انتقلت السلطة إلى خلفائه الذين واصلوا نشر دعوتهم الإسماعيلية وإثارة الفوضى في الدولة الفاطمية.

وفي عام 1256م، تمكن المغول من القضاء على دولة الحشاشين واحتلال قلعة آلموت، مما أدى إلى نهاية هذه الجماعة السرية التي أفسدت الدولة الفاطمية وأضعفت وحدتها.