الحقيقة المخفية وراء داعش: قصة مسلحة في صفوف الدولة الإسلامية




كانت الحياة في الرقة، المعقل السابق لداعش، كابوسًا مريرًا. حكم التنظيم المدينة بقبضة من حديد، ونشر الخوف والرعب في قلوب سكانها. كنت أنا واحدة من النساء الكثيرات اللواتي وقعن تحت سيطرة داعش.


كان زوجي، وهو مقاتل سابق في الجيش الحر، قد قُتل على يد داعش. ترك لي مع طفلين صغيرين لتربيتهما بمفردي. في ظل حكم داعش، كان مجرد الظهور في الشارع دون غطاء كامل يعد جريمة. أجبرت النساء على البقاء في المنزل، ولم يكن مسموحًا لهن بالخروج إلا برفقة محرم.

ولكن في أعماق قلبي، كنت أتمرد. رفضت أن أكون مجرد دمية في أيديهم. انضممت سرًا إلى مجموعة من النساء اللواتي كن يتبادلن المعلومات ويساعدن بعضهن البعض على البقاء على قيد الحياة. كنا نلتقي في بيوت بعضنا البعض تحت جنح الظلام، نروي قصصنا ونبكي سويًا على الأحبة المفقودين.


ذات ليلة، تلقيت مكالمة تفيد بأن داعش كان يخطط لمداهمة منزلنا. كان علينا أن نتحرك بسرعة. حزمت أمتعتنا الضرورية وغادرنا المنزل. مشينا عبر الشوارع المظلمة، خائفين من أن نُكتشف في أي لحظة.

وجدنا ملجأ في منزل إحدى صديقاتي التي كانت تعيش على مشارف المدينة. قضينا ليلة هناك، متوترين وخائفين. في صباح اليوم التالي، علمنا أن داعش قد داهم منزلنا واعتقل أختي. كانت صدمة بالنسبة لي، لكنها لم تكن إلا البداية.

في الأسابيع التي تلت ذلك، تعرضت أنا وعائلتي لإرهاب مستمر. داهم داعش منازل أصدقائي وقام بحجزهم واستجوابهم. اختطفوا جارتي أمام أعين أطفالها. لقد عشت في خوف دائم، خائفًا على حياتي وحياة أحبائي.


ولكن في قلب هذا الظلام، وجدت الأمل. التقيت بفتيات أخريات كن في وضعي، نساء تعرضن للعنف والقمع من قبل داعش. معًا، شكلنا شبكة دعم، نعتمد على بعضنا البعض من أجل القوة والشجاعة.

بمساعدة مجموعة الفتيات هذه، تمكنت من الهروب من الرقة. قضينا أيامًا وليالي في السفر، متنكرين كمقاتلين داعش. كان الأمر خطيرًا، لكننا نجحنا في ذلك. وصلنا في النهاية إلى الأراضي التي تسيطر عليها قوات التحالف، حيث تم توفير الأمان لنا ولأطفالنا.

اليوم، أعيش في المنفى، مكرسة حياتي لمساعدة الناجين الآخرين من حكم داعش. أروي قصتي لزيادة الوعي حول فظائع ارتكبها التنظيم وإلقاء الضوء على معاناة النساء اللواتي عاشوا تحت وطأته.

الحقيقة حول داعش ليست مجرد قصص عن عنف وحشي وإرهاب. إنها أيضًا قصة عن الشجاعة والمرونة. قصة النساء اللواتي قاومن القمع وأثبتن أنه حتى في أشد الظروف قسوة، فإن روح الإنسان لا يمكن كسرها.