الخليج ضد الأهلي




رزحت مدينة غزة تحت وطأة حصار خانق لسنوات عديدة، حيث عانى سكانها من شح الغذاء والدواء والوقود وكافة مستلزمات الحياة الأساسية. وأمام هذا الوضع الصعب، كان الأمل في وضع حد لهذه المعاناة يراود الجميع.
وفي ليلة القدر من عام 2023، اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارًا تاريخيًا بإنهاء الحصار عن غزة. كان هذا القرار ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة قادتها دولة قطر بالتعاون مع عدد من الدول الصديقة.
وبعد صدور القرار، عم الفرح شوارع مدينة غزة، وتوافد الأهالي إلى معبر رفح الحدودي للاحتفال بهذا الانتصار الكبير. وكان من بينهم الشاب أمجد (25 عامًا)، الذي طالما حلم بتحقيق حريته.
"لم أصدق عيني عندما سمعت نبأ رفع الحصار"، قال أمجد. "لقد عشت حياتي كلها تحت الحصار، ولم أكن أتخيل أن أرى هذا اليوم".
انضم أمجد إلى الحشود التي احتشدت عند المعبر، وهتفت بشعارات الفرح والحرية. وكانت هذه اللحظة بالنسبة له بمثابة ولادة جديدة، حيث شعر وكأن ثقلًا كبيرًا قد رفع عن كاهله.
مع فتح المعبر، تدفق الناس إلى الجانب المصري، حيث كانوا متلهفين لشراء السلع الأساسية التي حرموا منها لسنوات. واشترى أمجد بعض الأدوية لأمه المريضة، بالإضافة إلى بعض الملابس الجديدة التي كان بحاجة ماسة إليها.
كان الجو في الجانب المصري مفعماً بالأمل والفرح. ولم يكن أمجد وحده من شعر بهذه المشاعر، بل كان جميع سكان غزة الذين عانوا من الحصار لسنوات طويلة.
"أخيرًا، يمكننا التنفس بحرية"، قالت أمينة (40 عامًا)، وهي أم لثلاثة أطفال. "لقد حرمنا الحصار من أبسط حقوقنا، لكننا الآن نستعيدها بفضل الله".
لم يكن رفع الحصار مجرد قرار سياسي، بل كان حلمًا تحقق لسكان غزة الذين عانوا الأمرين. وأمام هذا الحدث التاريخي، يشعر الأهالي بأن مستقبلًا أفضل ينتظرهم، ومستقبل يملؤه الأمل والفرص.