الخليج ضد العروبة




حين نردد هذه المقولة، فإننا نخشى أن نكون ندير ظهورنا لحقيقة الرياح العاتية من خلف البحار، والتي تبشر بعصر جديد للعرب، ستجتث كل ما زرعناه في نفوس شعوبنا من بذور الوحدة والحرية والاشتراكية.

شرارات النار

بدأت الشرارة الأولى من الكويت، مع تصاعد وتيرة مطالب خصخصة القطاع العام، وجعل النفط المحرك الرئيسي للاقتصاد الوطني الكويتي، وهو ما يعني التخلي عن دور الدولة في تقديم الخدمات الاجتماعية لجميع مواطنيها، وهو ما يمثل انتكاسة كبيرة لمفهوم الدولة الرعوية التي عُرف بها الخليج.

امتدت هذه الشرارة إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث بدأت حكومة أبو ظبي في اتخاذ خطوات مماثلة، مع التركيز على تنمية السياحة والعقارات على حساب قطاعات أخرى أكثر أهمية للاقتصاد الوطني.

إلى أين يتجه الخليج؟

إن هذه التحولات في السياسات الاقتصادية في دول الخليج العربي تدق ناقوس الخطر بشأن مستقبل الوحدة العربية، فالدول الخليجية كانت على الدوام داعمًا رئيسيًا للقضايا العربية، وكانت تقدم المساعدات المالية والسياسية لحركات التحرير العربية، وكانت تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية.

أما الآن، فإن تركيز دول الخليج على مصالحها الخاصة يبدو واضحًا، وهي لا تبدي أي اهتمام بالمشاكل التي تواجه الدول العربية الأخرى، مثل الفقر والبطالة والقمع السياسي.

العواقب الوخيمة

وقد تكون العواقب الوخيمة لهذه التحولات في السياسات الخليجية وخيمة على الدول العربية الأخرى، ففقدان الدعم الخليجي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في هذه الدول، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من الصراعات وعدم الاستقرار في المنطقة العربية.

إضافة إلى ذلك، فإن تراجع دور دول الخليج في دعم القضايا العربية يمكن أن يؤدي إلى تهميش هذه القضايا على الساحة الدولية، وبالتالي إضعاف موقف العرب في القضايا التي تهمهم.

ضرورة التغيير

في ضوء ما سبق، فإنه من الضروري أن تعمل دول الخليج العربي على تغيير سياساتها، وإعادة النظر في دورها ومكانتها في المنطقة العربية، وأن تعمل على دعم القضايا العربية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية.

إن مستقبل الوحدة العربية يعتمد على قدرة دول الخليج العربي على التخلي عن مصالحها الخاصة، والعمل من أجل مصلحة الأمة العربية بأكملها.

دعوة إلى الحوار

ندعو إلى حوار مفتوح وصادق بين دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى، من أجل مناقشة سبل تعزيز التعاون والوحدة بين الدول العربية، ونؤمن بأن هذه الدول يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تحقيق مستقبل أفضل للعالم العربي.

قبل فوات الأوان

إن الوقت قد حان للتحرك، وقبل فوات الأوان، يجب أن نعمل معًا من أجل الحفاظ على الوحدة العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، ودعم القضايا العربية.

إن مستقبلنا يعتمد على قدرتنا على التغيير، والعمل من أجل مصلحة الأمة العربية بأكملها.