في خضم كل الضغوط والصراعات الإقليمية التي نشهدها اليوم، برزت قضية حساسة إلى السطح تحت عنوان "الخليج ضد العروبة". هذه القضية التي أشعلت الجدل وأثارت الكثير من ردود الفعل المتضاربة، تتطلب منا التوقف والتأمل، فهل نحن بحاجة حقًا إلى معركة أخرى تزيد من تمزيق وحدتنا العربية؟
لطالما كانت العروبة رابطًا مقدسًا يجمع الدول العربية، ويرمز إلى تاريخ مشترك ولغة وثقافة وتطلعات مشتركة. لكن مع مرور الوقت وتغير الظروف السياسية والاقتصادية، ظهرت بعض التوترات بين دول الخليج والوطن العربي. ففي حين ركزت دول الخليج على تنمية اقتصاداتها وبناء دول حديثة، عانت دول عربية أخرى من صراعات سياسية وحروب وصعوبات اقتصادية.
تعددت الأسباب التي أدت إلى نشوب الخلافات بين دول الخليج والوطن العربي، ومن أبرزها:
وإذ يبدو الصراع بين الخليج والعروبة محتما في بعض الأحيان، فإن عواقبه وخيمة على الجميع. فهو يمزق وحدتنا، ويضعف قدرتنا على مواجهة التحديات المشتركة، ويخلق مناخًا من عدم الثقة والشك.
بدلاً من الانجرار نحو معركة أخرى، دعونا نختار طريق الحوار والتفاهم. فلنتعالى عن خلافاتنا ونركز على نقاط الاشتراك التي لا حصر لها. ولنعمل معًا لبناء جسر بين الخليج والعروبة، جسر يقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك.
مستقبلنا المشترك يعتمد على وحدتنا وتعاوننا. وبدلاً من السماح للخلافات بتقسيمنا، دعونا نتعلم من الماضي ونتطلع إلى مستقبل أفضل. ففي اتحادنا قوة، وفي تعاوننا ازدهار. دعونا نضع خلافاتنا جانبًا ونبني جسرًا للتفاهم والمستقبل المشرق الذي نستحقه.
فهل نحن مستعدون للقيام بذلك؟