في خضم الأحداث اليومية والضغوطات الحياتية، غالبًا ما نتغافل عن وجود هؤلاء الجنود الشجعان الذين يسهرون على راحتنا وأمننا، لكن مع كل صافرة إنذار أو نداء استغاثة، يندفعون إلى الخطوط الأمامية، لا يهابون النار أو الدخان أو الخطر.
فريق الدفاع المدني ليس مجرد رجال ونساء يرتدون زيا موحدًا، بل هم عائلة واحدة تجمعها رسالة نبيلة، رسالة الإنقاذ والتضحية والفداء. إنهم أشخاص عاديون، لكنهم قادرون على القيام بأعمال غير عادية.
ليس لديهم قوى خارقة أو قدرات استثنائية، لكنهم يمتلكون شيئًا أكثر قيمة: الشجاعة والتفاني والرحمة. عندما تنقلب الحياة رأسًا على عقب، عندما تضرب الكوارث وتتطاير الأنقاض، يظهر أبطال الدفاع المدني في الصورة، ليجلبوا الأمل في خضم اليأس، وينقذوا الأرواح من براثن الخطر.
في الحرائق المشتعلة، يقتحمون الجحيم لمنع انتشار النيران وإنقاذ الأرواح المحاصرة. في حوادث المرور، يعملون بلا كلل لإنقاذ الضحايا من السيارات المحطمة وتقديم الإسعافات الأولية. وفي الفيضانات المدمرة، يخوضون المياه الجارفة وينقذون العالقين من المنازل الغارقة.
لا يقتصر دورهم على الاستجابة للطوارئ فحسب، بل يمتد إلى الوقاية والتدريب والتعليم. فهم يزورون المجتمعات المحلية ومدارسها لتعليم الناس كيفية الاستعداد للكوارث والتعامل معها. كما ينظمون التدريبات العملية لمحاكاة سيناريوهات الطوارئ المختلفة، وذلك لضمان الاستجابة الفعالة والمنظمة.
لكن وراء هذا الزي الرسمي والأعمال البطولية، يكمن جانب إنساني عميق.
فأفراد الدفاع المدني هم بشر أيضًا، لديهم آمالهم ومخاوفهم وعائلاتهم. إنهم يتركون ديارهم ومحبيهم كل يوم، وهم على استعداد لدفع الثمن الباهظ لحماية الغرباء. إنهم يعملون في ظروف صعبة وخطيرة، ويواجهون أهوال الكوارث وجهاً لوجه.
لذلك، فمن واجبنا كأمة أن ندعم هؤلاء الأبطال ونقدر تضحياتهم. فبفضل تفانيهم البطولي، نعيش في مجتمع أكثر أمانًا واستقرارًا. إنهم درع الوطن، الملاذ الآمن الذي يحمينا من العواصف وعواصف الحياة.
"نحن الدفاع المدني، درع الوطن، حراس الأرواح، فداء الوطن في كل الظروف"
لنرفع أكفنا بالدعاء لهؤلاء الأبطال، ولنعمل معًا لخلق مجتمع أكثر أمانًا ورحمة، مجتمع يقدر ويحترم هؤلاء الذين يقفون دائمًا على أهبة الاستعداد لحمايتنا.