الدولار مقابل الجنيه.. لعبة الغول أو الطغي




بعنوان العملة الأمريكية "الدولار" ومقابلها المصري "الجنيه"، أجد هذا الصراع المالي أشبه بلعبة الغول أو الطغي القديمة والتي كانت أحد أكثر ألعاب طفولتنا متعة، حيث يتراشق الصبية بقطع خشبية صغيرة نحو بعضهم البعض بهدف إصابة الخصم وإقصائه من اللعبة.

والآن، أصبح الدولار يترنح أمام الجنيه المصري، ناوياً إقصاءه من اللعبة، حيث كان الدولار السيد المتجبر لسنوات طويلة مسيطراً على الساحة المالية المصرية، والآن انقلبت الموازين فجأة وبدأ الجنيه المصري في الارتفاع التدريجي أمامه.

من كان يتوقع أن يقف الجنيه حجر عثرة أمام الدولار الجبار؟ وما الذي حدث حتى يأخذ الجنيه زمام المبادرة ويبدأ في فرض قواعد اللعبة؟ دعونا نلقي نظرة على هذا التحول المثير وأسبابه.

أولاً، لعبت السياحة دوراً مهماً في تعزيز قوة الجنيه. فبعد انحسار جائحة كوفيد-19، تدفق السياح من جميع أنحاء العالم إلى مصر مرة أخرى للاستمتاع بمناظرها الخلابة وتاريخها العريق. وأدى هذا التدفق الهائل من العملات الأجنبية إلى زيادة الطلب على الجنيه المصري.

ثانياً، ساهمت تحويلات المصريين في الخارج إلى زيادة قيمة الجنيه. فمع ارتفاع تكاليف المعيشة في أوروبا والولايات المتحدة، لجأ العديد من المصريين في الخارج إلى إرسال مدخراتهم إلى ذويهم في مصر. وقد وفر هذا تدفقاً ثابتاً من العملات الأجنبية عزز من قوة الجنيه.

ثالثاً، اتخذ البنك المركزي المصري خطوات حكيمة نحو إدارة الاقتصاد الكلي. ونتيجة لذلك، انخفض معدل التضخم بشكل ملحوظ، مما أدى إلى زيادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري. وأدى هذا بدوره إلى زيادة الطلب على الجنيه وحسّن من قيمته.

وعلى الجانب الآخر، لعبت بعض العوامل دوراً سلبياً في إضعاف الدولار. فقد أدى ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى جذب المستثمرين الدوليين إلى سندات الدولار، مما أدى إلى خفض الطلب على العملة الأمريكية.

إضافة إلى ذلك، فإن الحرب الدائرة في أوكرانيا تثير مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي. وقد أدى عدم اليقين الناتج عن هذا الصراع إلى تحرك المستثمرين نحو ملاذات آمنة مثل الذهب والين الياباني، مما أدى إلى إضعاف الدولار.

ومع استمرار هذه العوامل، من المتوقع أن يستمر الجنيه المصري في التحسن أمام الدولار. ويُنظر إلى هذا الاتجاه على أنه علامة إيجابية على تحسن الاقتصاد المصري. ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه الجنيه، مثل ارتفاع معدل التضخم والتوترات الإقليمية.

يبقى أن نرى كيف سيتكشف هذا الصراع بين الدولار والجنيه في المستقبل. ولكن لحد الآن، فإن الجنيه المصري هو الفائز الواضح.

نصيحة: إذا كنت تخطط لرحلة إلى مصر، فقد ترغب في تبديل عملتك إلى جنيه مصري. قد تحصل على سعر صرف أفضل الآن مما ستحصل عليه في المستقبل.

ملاحظة: هذا المقال هو مجرد رأي شخصي وليس استشارة مالية. يرجى استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.