الزكاة: فريضة إسلامية لدعم المجتمع وتطهير النفس




بسم الله الرحمن الرحيم،
يا عباد الله، إن الزكاة فريضة واجبة علينا، فهي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي صدقة مالية تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء والمحتاجين. وقد شرعها الله تعالى لتطهير أنفسنا من البخل والطمع، ولتحقيق التكافل والتراحم في المجتمع الإسلامي.
والزكاة واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل حر مالك للنصاب، وهو حد معين من المال أو الذهب أو الفضة أو عروض التجارة. والنصاب هو ما يعادل 85 جراما من الذهب أو 595 جراما من الفضة.
فإذا ملك الإنسان النصاب لمدة سنة كاملة، وجبت عليه الزكاة. وقد حدد الشرع النبوي المبارك مقدار الزكاة التي يجب إخراجها من كل نوع من المال. ففي الذهب والفضة وعروض التجارة، تجب زكاة قدرها 2.5%، وفي الزروع والثمار، تجب زكاة قدرها 10%.
وإخراج الزكاة له فضائل كثيرة، منها:
* تطهير النفس من البخل والطمع.
* تحقيق التكافل والتراحم في المجتمع.
* سبب لدخول الجنة والفوز برضا الله تعالى.
* زيادة المال والبركة فيه.
* حماية المجتمع من الفقر والفاقة.

وللزكاة دور كبير في دعم الفقراء والمحتاجين. فمن خلالها، يتم جمع الأموال من الأغنياء وتوزيعها على المحتاجين. وهذا يساعد على تخفيف معاناتهم، ويضمن لهم حياة كريمة. كما أن للزكاة دور مهم في دعم المشاريع الخيرية، مثل بناء المساجد والمدارس والمستشفيات، وهذا ينعكس إيجابا على المجتمع كله.


فيا عباد الله، لا تبخلوا بالزكاة، فهي فريضة واجبة، وهي سبيل لتحقيق التكافل والتراحم في المجتمع. وأخرجوا زكاتكم في موعدها، حتى ينالكم ثوابها العظيم، ويبارك الله لكم في أموالكم.


كما أن الزكاة لها آثار إيجابية على نفسية الإنسان، فهي تمنحه شعورا بالرضا والسكينة، وتساعده على تطهير نفسه من البخل والطمع. بالإضافة إلى ذلك، فإن إخراج الزكاة هو عمل خيري، وهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه.


واعلموا أن الزكاة ليست عبئا على الأغنياء، بل هي استثمار في الآخرة. فهي تزيد في أموالهم، وتبارك لهم في رزقهم. كما أنها ترفع عنهم البلاء والفقر، وتدفع عنهم عذاب يوم القيامة.


فيا عباد الله، أخرجوا زكاتكم في وقتها، ولا تبخلوا بها، فإنها فريضة واجبة، وهي سبيل لتحقيق التكافل والتراحم في المجتمع. وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا زكاتنا، وأن يبارك لنا في أموالنا، وأن يرزقنا من فضله.


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
آمين.