السبعة ختام: حكاية أغنية نادرة من تراث السودان




في خضم زخم الحياة اليومية وتسارع وتيرتها، قد نغفل عن كنوز ثقافية وتراثية ثمينة تبقى مختبئة عن الأنظار. واحدة من هذه الكنوز هي أغنية "السبعة ختام" النادرة من تراث السودان الغني.

تتوارث هذه الأغنية جيلا بعد جيل في منطقة كردفان، غرب السودان، وتصنف كأغنية بنات يتم تداولها في الأعراس والمناسبات الخاصة. ومن خلال كلماتها وألحانها الشيقة، فإن الأغنية قادرة على نقل المستمع إلى عالم من التقاليد والعادات القديمة.

تبدأ الأغنية بمقطع غنائي مُميز:
"سبعة ختام يا ختام
سبعة مشوا وواحد قعد يختم"

وتروي كلماتها قصة سبع فتيات يحتفلن بحفل زفافهن، لكن واحدة منهن تبقى "ختاما"، أي غيْر متزوجة. هذه القصة الرمزية تعكس دور الزواج التقليدي في الثقافة السودانية، حيث يُنظر إلى الزواج على أنه هدف رئيسي ومسعى جماعي للنساء.

إلى جانب موضوعها القوي، تتميز أغنية "السبعة ختام" بلحنها المتميز الذي يغلب عليه الطابع القبلي. الإيقاعات النابضة بالحياة والأصوات الجامحة تخلق جواً احتفالياً يجعل المستمع يشعر وكأنه جزء من حفل زفاف تقليدي.

ومن اللافت للنظر أن هذه الأغنية تتطلب مهارات صوتية عالية من المغنين. فالقفزات السريعة بين النغمات والزخارف المعقدة تتطلب سيطرة كبيرة على الصوت والتنفس. وهذا يدل على براعة ومهارة المطربين التقليديين في كردفان الذين حافظوا على هذا التراث الموسيقي الأصيل.

بالرغم من شهرتها في منطقة كردفان، إلا أن أغنية "السبعة ختام" لم تحظى بالانتشار الواسع خارج هذه المنطقة. ومع ذلك، فقد بدأت في السنوات الأخيرة بالظهور على نطاق أوسع بفضل جهود الفنانين الذين يسعون إلى إحياء التراث السوداني الأصيل.

وفي الختام، فإن أغنية "السبعة ختام" ليست مجرد أغنية عادية، بل هي نافذة على تراث ثقافي غني. إنها دعوة للتعرف على التقاليد والعادات التي شكلت مجتمع السودان على مر القرون. من خلال إحياء مثل هذه الكنوز الفنية، نضمن الحفاظ على تراثنا للأجيال القادمة.