تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق علاقات تاريخية عميقة تمتد إلى قرون مضت. فلطالما كانت المنطقتان متقاربتين بسبب الجغرافيا المشتركة والمصالح الثقافية، مما أدى إلى تشكيل روابط قوية بين الشعبين.
تعود الجذور التاريخية للعلاقات السعودية العراقية إلى القرن السادس عشر، عندما كانت المنطقة تحت حكم الإمبراطورية العثمانية. خلال هذه الفترة، كان العراق بمثابة ولاية عثمانية بينما كانت شبه الجزيرة العربية تحت سيطرة الدولة السعودية الأولى. وعلى الرغم من أن المنطقتين كانتا تحت حكم مختلف، إلا أن العلاقات التجارية والثقافية بينهما ازدهرت.
ظلت العلاقات بين السعودية والعراق ودية في القرنين التاسع عشر والعشرين. ففي عام 1902، تم توقيع اتفاقية الحدود بين البلدين، والتي حددت بشكل رسمي الحدود بينهما. وفي عام 1932، تم تأسيس معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين، لتقوية العلاقات بينهما وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
شهدت العلاقات السعودية العراقية توتراً خلال حرب الخليج عام 1990، عندما غزا العراق الكويت المجاورة. وقادت السعودية تحالفاً دولياً ضد الغزو العراقي، مما أدى إلى حرب الخليج. وتسببت هذه الحرب في توتر العلاقات بين البلدين، ولكن سرعان ما تم إستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد الحرب.
في الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات السعودية العراقية تحسناً ملحوظاً. وفي عام 2015، تم إعادة افتتاح سفارتي البلدين بعد إغلاقهما إبان حرب الخليج. كما شهدت السنوات الأخيرة زيادة في التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والثقافة.
وإلى جانب الروابط الرسمية، تجمع بين الشعبين السعودي والعراقي روابط اجتماعية وثقافية عميقة. فلدى الدولتين تاريخ مشترك وتقاليد مشتركة، مما خلق إحساساً قوياً بالأخوة والقرابة بين شعبيهما.
وفي الختام، فإن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق هي علاقة تاريخية ومتجذرة عبر القرون الماضية. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها العلاقة في بعض الأحيان، إلا أنها ظلّت قوية ومرنة، مما يعكس الروابط العميقة بين الشعبين والالتزام المشترك ببناء مستقبل مزدهر.