السعودية وعمان قصة صداقة عميقة وروابط متينة




تبوح أروقة التاريخ بحكاياتٍ كثيرة عن الدول التي تقاسمها الجغرافيا مصالحها ومستقبلها، فصاغت قصصاً ممتعة في كتاب التاريخ لعل أبرزها صداقة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان اللتان تشتركان في علاقة قوية امتدت لقرون.

علاقات تاريخية عميقة

تتجاوز العلاقات السعودية العمانية قروناً من التعاون والتقارب منذ مطلع القرن الثامن عشر، إذ تجمعهما قواسم مشتركة عديدة أبرزها الدين والثقافة والتاريخ والعادات والتقاليد، بالإضافة إلى وشائج القربى والمصاهرة بين الأسرتين المالكتين. وقد برز التعاون بينهما في مجالات مختلفة، لا سيما التعاون الدفاعي والأمني، وكذلك التعاون الاقتصادي والتجاري.

وعلى مر العقود، نجحت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في إنشاء نموذج يحتذى به في العلاقات الأخوية، حيث يزخر تاريخ الدولتين بالعديد من المواقف التي تعكس عمق ومتانة وازدهار تلك العلاقة، لاسيما خلال المواقف الإقليمية والدولية المختلفة.

تعاون اقتصادي وتجاري

تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نمو وتطوراً مستمرين، حيث يوجد هناك العديد من الفرص الاستثمارية والتجارية المشتركة بين البلدين، سواء في مجال النفط والغاز أو في مجال السياحة أو غيرها من المجالات.

وتمثل اللجنة السعودية العمانية المشتركة إحدى أهم قنوات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حيث تُعقد اجتماعات دورية بين المسؤولين في البلدين بهدف مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ووضع الخطط والخطوات اللازمة لتنفيذها.

التعاون العسكري والدفاعي

تُعزز المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان التعاون العسكري والدفاعي المشترك، حيث يتبادلان الخبرات والتدريبات العسكرية، ويتشاركان وجهات النظر في القضايا الأمنية الإقليمية والدولية.

وقد انعكس ذلك التعاون في تدريبات وتمرينات عسكرية مشتركة بين البلدين، الأمر الذي أكد على الجاهزية العسكرية والأمنية العالية للبلدين الشقيقين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق العسكري المشترك بينهما.

وتُجسد العلاقات العميقة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان مثالاً حياً للتعاون الأخوي البناء، حيث يُمكن للدول انطلاقاً من تلك العلاقات تحقيق مصالحها المشتركة واستقرار المنطقة.

مستقبل مشرق

لا شك أن مستقبل العلاقات السعودية العمانية واعد ومليء بالفرص أمام البلدين مع قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، اللذان يوليان أهمية خاصة لتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.

ويبشر التوقيع الأخير على محضر اجتماع اللجنة السعودية العمانية المشتركة، والذي عُقد في العاصمة العمانية مسقط، بالمزيد من التقدم والازدهار في العلاقات بين البلدين، حيث تضمن محضر الاجتماع العديد من المجالات الحيوية، بما فيها الطاقة والتعليم والصحة والأمن والبيئة وغيرها.

وختاماً، فإن المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان مثال ناصع للتعاون والصداقة والتفاهم، حيث يواصل البلدان العمل معاً من أجل مستقبل مزدهر لشعبيهما وللمنطقة بأسرها.