في عالم يسوده الذكاء الاصطناعي والروابط الرقمية، لا تزال الدبلوماسية الإنسانية التقليدية قائمة كأحد أهم الركائز التي تقوم عليها العلاقات الدولية. ومن بين الدبلوماسيين المصريين البارزين الذين أظهروا براعة في هذا المجال نجد السفير بسنت شوقي، التي شغلت منصب سفيرة مصر لدى العديد من الدول وعملت أيضًا كمندوبة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة.
ولدت بسنت شوقي في القاهرة في 14 ديسمبر 1983، ونشأت في عائلة تولي التعليم والتطوير الشخصي قيمة كبيرة. بعد تخرجها من الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدرجة في إدارة الأعمال، بدأت شوقي مسيرتها المهنية في مجال الدبلوماسية بالعمل في وزارة الخارجية المصرية عام 2009.
خلال عملها في وزارة الخارجية، شغلت شوقي مناصب مختلفة في عدد من الإدارات، بما في ذلك إدارة الشؤون الأوروبية وإدارة الأمم المتحدة والشؤون السياسية. وقد اكتسبت خبرة واسعة في مجالات مختلفة من الدبلوماسية، بما في ذلك العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف وحفظ السلام والتنمية المستدامة.
في عام 2017، تم تعيين شوقي نائبة لرئيس بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك. وخلال فترة وجودها في هذا المنصب، مثلت مصر في العديد من المفاوضات والقرارات المهمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وفي عام 2022، تم تعيين شوقي سفيرة مصر لدى كينيا. وفي هذا الدور، عملت على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكينيا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. كما عملت عن كثب مع الحكومة الكينية والمنظمات الدولية على مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الأمن الإقليمي والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان.
ومنذ عام 2023، تشغل شوقي منصب سفيرة مصر لدى إثيوبيا والمندوبة الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي. وفي هذا الدور، تمثل مصر في اجتماعات الاتحاد الأفريقي والصومال والمنظمات الدولية الأخرى. وهي تعمل أيضًا على تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية في قضايا تتعلق بالأمن والاقتصاد والتنمية.
بالإضافة إلى دورها في وزارة الخارجية، شوقي عضو نشط في العديد من المنظمات غير الحكومية. وهي أيضًا متحدث عام ومتحمس لقضايا الدبلوماسية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
حصلت شوقي على العديد من الجوائز والتقديرات تقديراً لعملها. في عام 2021، تم إدراجها في قائمة "أفضل 100 امرأة مؤثرة في مصر" من قبل مجلة "فوربس الشرق الأوسط". وفي عام 2023، حصلت على وسام النيل من الطبقة الثانية من رئيس جمهورية مصر العربية تقديراً لجهودها في مجال الدبلوماسية.
وتُعد السفيرة بسنت شوقي نموذجًا يحتذى به للدبلوماسيين المصريين والعرب. فهي تجمع بين الذكاء والمهنية والتفاني في عملها. ومن خلال عملها، ساهمت بشكل كبير في تعزيز مكانة مصر في المجتمع الدولي ودفع أجندة السلام والتنمية في المنطقة والعالم.