في الآونة الأخيرة، تصدرت الساحة الدولية أخبار المظاهرات الحاشدة التي تقودها النساء في إيران احتجاجًا على القيود المفروضة على حجابهن. هذه المظاهرات، التي أشعلتها وفاة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الآداب، تميزت بشجاعة ومرونة غير عادية من النساء الإيرانيات.
قهوة مع الجرأةتذكرت إحدى السيدات الإيرانيات التي تحدثت معي، وهي تحتسي قهوتها في مقهى مزدحم في طهران، لحظة شجاعتها الأولى. لقد كانت امرأة شابة، بالكاد تبلغ من العمر 19 عامًا، عندما ألقت حجابها عن رأسها في الشارع العام. كانت تعرف جيدًا المخاطر التي تحملها، لكنها لم تستطع تحمل القيود المفروضة عليها.
"شعرت وكأنني أتحرر من سجن"، قالت وهي تتذكر تلك اللحظة. "كان الأمر مخيفًا للغاية، لكنني لم أستطع العودة إلى الخلف بعد الآن."
أمواج من المقاومةمنذ تلك اللحظة، أصبحت تلك المرأة من أشد المؤمنين بحقوق المرأة في إيران. انضمت إلى مجموعات نسوية أخرى وشاركت في مظاهرات عديدة احتجاجًا على القوانين التقييدية. ومن خلال جهودها وقصتها الملهمة، ساعدت في إشعال ثورة هادئة من النساء الإيرانيات اللاتي لم يعدن يرغبن في تحمل القيود المفروضة عليهن.
واليوم، مع تواصل المظاهرات الحاشدة، أصبحت النساء الإيرانيات رمزًا للأمل والشجاعة. لقد أظهرن للعالم أن الحجاب ليس مجرد قطعة قماش، بل رمز للقمع والسيطرة. وطالبتهن بحقوقهن، وهي حقوق لن يتنازلن عنها.
قصص من القلبوراء كل متظاهرة شجاعة قصة مؤثرة تروى. فهن نساء من جميع مناحي الحياة، من طالبات الجامعات إلى ربات البيوت. وقد عانين جميعًا من القيود التي يفرضها عليهن المجتمع. شاركتني إحدى النساء قصتها عن الطريقة المهينة التي تم بها التعامل معها في الشارع لمجرد أنها لم ترتد الحجاب بشكل صحيح.
قالت: "لقد جعلوني أشعر بأنني أقل من إنسان. لم يكن الأمر يتعلق بالحجاب، بل يتعلق بالإهانة والتذليل".
رحلة مستمرةما زال الطريق طويلاً أمام النساء الإيرانيات في سعيهن من أجل الحرية والمساواة. لكن رحلتهن قد بدأت، وهن مصممات على عدم التوقف حتى تحقيق أهدافهن.