انتقلت شخصية ود المكي مع أسرتها إلى مدينة أم درمان، حيث درس المرحلة الثانوية بمدرسة خور طقت، إحدى أهم مدارس السودان آنذاك، والتي شكلت فيه وعيه الشعري والوطني، وألهبت شغفه بالثورة.
توجت المرحلة الجامعية من حياة ود المكي بدراسته بكلية الآداب بجامعة الخرطوم، حيث انضم إلى الحركة الوطنية السودانية، وبدأ مسيرته الشعرية اللامعة.
برز ود المكي كأحد أهم شعراء الوطن العربي وحركات التحرر الوطني، فأشعاره أشعلت الحماس في نفوس الجماهير، وحركت مشاعر التمرد والتحدي.
غنى ود المكي للثورة الجزائرية، والوحدة العربية، ونضال الشعب الفلسطيني، وأدان الظلم والاستبداد أينما وجد. ففي قصيدته الشهيرة "سنابل بلادي"، قال:
لم يقتصر دور ود المكي على كتابة الشعر فحسب، بل كان أيضًا دبلوماسياً بارزاً خدم بلاده في العديد من المناصب، بما في ذلك سفير السودان في مصر وإيطاليا.
استغل ود المكي منصبه الدبلوماسي لإلقاء الضوء على قضايا وطنه، ودعم حركات التحرر في جميع أنحاء العالم.
ترك ود المكي خلفه إرثًا شعريًا ثريًا يتكون من ديوانين شعريين، وثلاث مسرحيات شعرية، بالإضافة إلى مئات المقالات السياسية والأدبية.
لقيت أعمال ود المكي تقديرًا كبيرًا في الأوساط الأدبية في الوطن العربي والعالم، وتم ترجمة بعضها إلى لغات متعددة.
اتسم شعر ود المكي بالصدق والعاطفية الجياشة، حيث عبر عن مشاعر وآمال جيل الثورة بصدق وإخلاص.
استخدم ود المكي لغة بسيطة وواضحة، وطوعها لخدمة قضايا وطنه وأمته، كما وظف الرموز والإيحاءات لخلق عمق وجمال فني في شعره.
رحل ود المكي عن عالمنا في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 2024، تاركًا وراءه إرثًا شعريًا وثقافيًا عظيمًا يلهم الأجيال القادمة.
سيبقى ود المكي رمزًا لوطنية صادقة، وشاعرًا ثوريًا عبر عن تطلعات الأمة وأحلامها المشروعة في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.