الشاعر السوداني هاشم صديق.. قيثارة الوطن




قلم: د. عبير خيري

رحل عن الدنيا الشاعر السوداني الكبير "هاشم صديق"، تاركًا خلفه إرثًا زاخرًا من الشعر والمسرحيات والكتابات النقدية.
ولد "هاشم صديق" في مدينة أم درمان عام 1957م، ونشأ في أسرة متواضعة، ظهرت موهبته الشعرية في وقت مبكر من حياته، فأصبح وهو طالب في المرحلة الثانوية ينظم الشعر ويشارك في الأمسيات الشعرية.
تخرج "هاشم صديق" من جامعة الخرطوم وحصل على ليسانس الآداب في اللغة العربية، ثم عمل في مجال التدريس والصحافة، لكنه لم يترك الشعر أبدًا، بل استمر في كتابة ونشر القصائد التي لاقت رواجًا كبيرًا بين القراء.
اشتهر "هاشم صديق" بشعره الوطني والقومي الذي يمجد السودان وأهله، وكان من أبرز الشعراء الذين تغنوا بالثورة السودانية في عام 1985م، والتي أطاحت بنظام حكم الرئيس "جعفر نميري".
لم يقتصر إبداع "هاشم صديق" على الشعر فقط، بل كتب أيضًا العديد من المسرحيات التي ناقشت قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، كما كتب أيضًا المقالات الأدبية والنقدية التي نشرت في الصحف والمجلات العربية.
كان "هاشم صديق" شخصية اجتماعية بارزة، وكان كثيرًا ما يشارك في المناسبات الثقافية والوطنية، وكان محل تقدير واحترام من جميع قطاعات الشعب السوداني.
رحل "هاشم صديق" عن الدنيا في يوم السبت الموافق 15 يناير 2023م، عن عمر يناهز 67 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا زاخرًا من الإبداع والوطنية، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأدب السوداني والعربي.
فيما يلي بعض أبيات من قصيدة "هاشم صديق" الشهيرة "أغنية الدرب الطويل":

يا وطني.. يا بلدي.. يا أرضي الغالية
يا جنة الفردوس.. يا واحة الأحلام
يا منبع الإلهام.. يا مصدر النجاة
يا نجمة الصباح.. يا شمس النهار

يا وطني.. يا بلدي.. يا أرضي الحبيبة
يا قبلة الفؤاد.. يا مهوى الروح
يا كعبة المشاعر.. يا منهل العشق
يا نسمة الربيع.. يا زهرة الأمل

يا وطني.. يا بلدي.. يا أرضي المقدسة
يا قبلة الشعراء.. يا منهل الأدباء
يا معقل الحضارات.. يا مهد العلوم
يا منارة المعرفة.. يا مصباح الظلام

يا وطني.. يا بلدي.. يا أرضي العظيمة
يا قبلة الأبطال.. يا منهل الشهداء
يا معقل الشجاعة.. يا مهد الإباء
يا منارة الكبرياء.. يا مصباح البطولة