الشهيد القائد محمد عفيف.. سيرة حياة حافلة بالنضال والتضحية




مدخل

كان الشهيد القائد محمد عفيف أحد أبرز قادة المقاومة الإسلامية في لبنان، ولعله الاكثر ظهورا اعلاميا، نظرا لكونه المسؤول الاعلامي الأول فيها، ولعب دورا بارزا في الدفاع عن المقاومة وإيصال صوتها إلى الرأي العام المحلي والدولي، كما نجح في نقل معاناة شعبنا الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.

ولد محمد عفيف في قرية عيتيت الجنوبية عام 1961، ونشأ في كنف أسرة متواضعة، التحق منذ صغره ب صفوف الثورة الفلسطينية حيث تلقى تدريباته العسكرية والسياسية، وشارك في العديد من العمليات الفدائية ضد العدو الإسرائيلي.

التحاقه بحزب الله

التحق الشهيد محمد عفيف بحزب الله عام 1983، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث شارك في معارك التصدي لهذا الاجتياح، وأصيب في إحدى المعارك بجروح بالغة، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة النضال والمقاومة.

تدرج الشهيد محمد عفيف في صفوف المقاومة الإسلامية، وأصبح أحد قادتها العسكريين البارزين، وشارك في العديد من العمليات العسكرية النوعية ضد العدو الإسرائيلي، وكان له دور بارز في حرب تموز عام 2006، وفي معركة تحرير الجرود عام 2017، حيث قاد المقاومين إلى النصر.

المسؤول الإعلامي

تولى الشهيد محمد عفيف منصب المسؤول الإعلامي للمقاومة الإسلامية عام 2014، خلفًا للشهيد القائد عماد مغنية، ونجح في تطوير الدائرة الإعلامية للمقاومة، وجعلها منارة إعلامية مرموقة، تحظى باحترام وتقدير الجميع.

كان الشهيد محمد عفيف دائم الظهور الإعلامي، وكان خطيبه مفوهًا وقويًا، استطاع من خلاله ايصال موقف المقاومة ونقل معاناة شعبنا الفلسطيني إلى الرأي العام المحلي والدولي، وكان أحد أبرز المدافعين عن المقاومة وحقها في الدفاع عن لبنان.

الاستهداف والاغتيال

استهدف العدو الإسرائيلي الشهيد محمد عفيف في عدة مناسبات، إلا أنه كان ينجو منها بأعجوبة، إلى أن تمكن العدو من اغتياله في غارة جوية على منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت في ال12 من شهر شباط من العام 2023، ليستحق بذلك شرف الشهادة في سبيل الله والوطن.

لقد استشهد محمد عفيف وهو في عز عطائه، لكنه ترك خلفه إرثًا حافلًا بالنضال والتضحية، ستظل ذكراه خالدة في قلوب المقاومين والمجاهدين والمظلومين في كل مكان، وستظل سيرته مصدر الهام وعزة للمقاومة الإسلامية ولبنان.