الشيخ سعيد عبد العظيم: مسيرة حافلة بالعطاء والورع




باسم رب العالمين، وفي رحاب الذكر الطيب، نستحضر اليوم شخصية جليلة تركت بصمة خالدة في قلوب محبيها وعارفيه، إنه الشيخ الجليل سعيد عبد العظيم.

وُلد الشيخ سعيد في مدينة القاهرة أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة صالحة غرست فيه حب العلم والتقوى. تلقى دروسه الأولية في جامع الأزهر الشريف، ثم رحل إلى المدينة المنورة لاستكمال دراسته على يد كبار علمائها. وبعد عودته إلى مصر، تولى منصب الإمام والخطيب في مسجد الحسين بالقاهرة، حيث عُرف بتواضعه وزهده وورعه.

وإلى جانب علمه الغزير، كان للشيخ سعيد أثر كبير في المجال الاجتماعي. فقد كان داعيًا إلى الوحدة الوطنية والتسامح بين أبناء الشعب المصري. كما كان مؤيدًا لحركات الاستقلال الوطني، ووقف ضد المحتل البريطاني بكل ما أوتي من قوة.

وللشيخ سعيد مؤلفات عديدة في الفقه والحديث والأخلاق. ومن أشهرها كتاب "الفتوحات الربانية في تاريخ علماء مصر والحجاز"، وهو موسوعة شاملة لعلماء القرنين التاسع عشر والعشرين.

ولا تنسى الأجيال اللاحقة للشيخ سعيد جهوده في نشر العلم الشرعي. فقد فتح باب منزله لاستقبال الطلاب والباحثين، وكان يقدم لهم دروسه ونصائحه بكل رحابة صدر.

ما بين علمه الغزير وورعه ووطنيته، كان الشيخ سعيد عبد العظيم رمزًا للإسلام المعتدل والمنفتح، وداعية للوحدة والتقوى في زمن عصيب. وإننا إذ نذكر سيرته العطرة اليوم، فإننا نستذكر قيم التسامح والاعتدال والوطنية التي يجب أن نتمسك بها جميعًا.

فسلام على الشيخ سعيد عبد العظيم، وعلى كل من سار على دربه الطاهر في نشر العلم ومكارم الأخلاق.