الشيخ مصطفى العدوى.. أديب الفقراء وفارس لغتهم




كان الشيخ مصطفى العدوى كاتبًا وروائيًا من طراز فريد، عُرف بلغة الفقراء والمقهورين، وأصبح رمزًا للأدب الشعبي في مصر. ولد في عام 1917 في قرية "بني سويف" الفقيرة، ونشأ في بيئة متواضعة جعلت منه رجلًا واعيًا بمعاناة البسطاء.
منذ صغره، عشق العدوى الأدب والشعر، وكان يقرأ كل ما وقعت عليه عيناه. كتب أولى قصصه وهو في المدرسة الابتدائية، ونُشرت في مجلة "الرسالة". بعد تخرجه من الثانوية، التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة، حيث درس اللغة العربية والأدب.
تخرج العدوى من الجامعة بامتياز، وعمل مدرسًا للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية. لكن شغفه بالأدب دفعه إلى الاستقالة والعمل في الصحافة. كتب العدوى في العديد من الصحف والمجلات، وأسس مجلة "الأديب" التي أصبحت من أهم منابر الأدب الشعبي في مصر.
كان أدب العدوى بسيطًا ومباشرًا، يتحدث عن هموم الناس العاديين بلغة يفهمونها. كتب عن الفقر والظلم والقهر، ودافع عن حقوق البسطاء. كانت شخصياته من الفقراء والمقهورين، الذين يكافحون من أجل لقمة العيش والكرامة.
من أشهر أعمال العدوى رواية "بين القصرين"، التي تحكي قصة شاب فقير يتزوج من ابنة أحد الباشوات الأثرياء. الرواية تصور الصراع بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، وتكشف عن الفساد والظلم الذي كان يعاني منه المجتمع المصري في ذلك الوقت.
كما كتب العدوى مسرحيات وقصص قصيرة، تناول فيها قضايا اجتماعية مهمة، مثل الفقر والمرض والأمية. وكان له دور كبير في تطوير المسرح الشعبي في مصر، الذي يهدف إلى تقديم عروض مسرحية للجمهور العادي.
توفي الشيخ مصطفى العدوى في عام 1991، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا. لقد كان كاتبًا من طراز نادر، تمكن من التعبير عن هموم الناس العاديين بلغتهم الخاصة. ولذلك، سيظل العدوى رمزًا للأدب الشعبي في مصر، وسيظل أدبه مصدر إلهام للأجيال القادمة.