الشيخ مصطفى العدوى.. خطيب النيل الأوحد




في ذكراه، نستحضر إماما جليلا وخطيبا بليغا، ترك بصمة خالدة في تاريخ المنبر النبوي، إنه الشيخ مصطفى العدوى، خطيب النيل الأوحد.
ولد العدوى في مدينة الزقازيق عام 1914، وتربى في بيت علم ودين، فوالده أحد علماء الأزهر، نشأ على حبه وتلاوة القرآن، وتعلم مبادئ اللغة العربية في سن مبكرة، ليلتحق بعدها بالأزهر الشريف.
كان العدوى طالبا متفوقا في دراسته، عرف بإتقانه للغة العربية وبراعته في الخطابة، فكان شعلة تضيء بين زملائه، ونموذجا يحتذى به في الاجتهاد والتفوق.
تخرج في الأزهر عام 1936، وعمل مدرسا بمعهد الزقازيق الثانوي الأزهري، ثم انتقل إلى معهد طنطا الديني، حيث لمع نجمه كخطيب مفوه، وصاحب أسلوب فريد في الإلقاء، يجمع بين عمق المعاني ومتانة الألفاظ.
ومع ازدياد شهرته كخطيب، انتقل العدوى إلى القاهرة ليصبح خطيبا لجامع الإمام الحسين، ومن ثم خطيبا لجامع الأزهر، حيث حظي بمكانة عالية بين العلماء والجمهور، لما يتمتع به من علم غزير وبيان ساحر.
كان للعدوى تأثير كبير في الأوساط المصرية والعربية، فخطبه وأحاديثه كانت تذاع عبر الإذاعة، وتُنشر في الصحف والمجلات، لتصبح مرجعا للناس في الدين والأخلاق.
لم يكن العدوى مجرد خطيب بارع، بل كان عالما جليلا، له مؤلفات قيمة في الدين والأدب والتاريخ، منها كتاب "روائع الخطابة"، وكتاب "دلائل النبوة في القرآن"، كما كان عضوا في مجمع اللغة العربية، ومستشارا لمجمع البحوث الإسلامية.
توفي الشيخ مصطفى العدوى عام 1980، عن عمر يناهز 66 عاما، تاركا خلفه إرثا عظيما في الخطابة والدين والأدب، لا يزال حيا في قلوب من سمعوا خطبه وتأثروا بعلمه.
فيا أيها القراء الكرام، إذا أردتم التعرف على خطيب عظيم، وإمام جليل، اقرأوا عن الشيخ مصطفى العدوى، واستمعوا لخطبه، واستمتعوا ببيانه الرائع، وعلمه الغزير، فهو خطيب النيل الأوحد، الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ المنبر النبوي.