الصلاة.. لغة الجسد مع الخالق




بعيدًا عن التعريف الديني أو الطقوسي للصلاة، فالصلاة لغة الجسد مع الخالق. لغة نتواصل بها مع أنفسنا أولًا، فنُصغي إلى نبض قلوبنا، ونستحضر أنفاسنا، ونُفكِّر في أفعالنا، وما ارتكبناه من أخطاء وما قدمناه من حسنات.

الصلاة حوار بين العبد وربه، يشعر فيه العبد بحاجته إلى خالقه، فيلجأ إليه بخشوعٍ وذل، يُشكو إليه همه ويُخبره حاجته.

الصلاة صلة بين السماء والأرض، في صعود الروح إلى خالقها وتواصلها معه.

الصلاة اتصال بالغيب، اتصال مع الخالق، في لحظة صفاء وانقطاع عن كل ما يشغل البال، لا وجود للزمان ولا المكان، فقط أنت وربك.

الصلاة سكينة واطمئنان، تُهدِّئ النفس وتُسكن الجوارح، ففي خضوعك لله تذوب كل همومك وأحزانك.

الصلاة راحة البال وسكينة النفس، يُحبها المؤمن ويفرح بها.

الصلاة تربية وتعليم، تُربي المسلم على النظام والانضباط والمواظبة، وتُعلمه العبودية لله وحده لا شريك له.

الصلاة قوة ومناعة، تُقوِّي المسلم على احتمال الشدائد، وتُساعده على مواجهة التحديات بالحياة.

الصلاة أمل ورجاء، يرجو المسلم من الله من خلالها أن يُحقق له أمانيه، وأن يُفرِّج عنه كربه.

الصلاة منحة إلهية عظيمة، فاحرص عليها، ولا تُضيِّعها، فإنك عندما تصلي، فإنما تتحدث إلى خالقك الذي يعلم السر وأخفى.

وفي النهاية، يا صديقي، الصلاة هي نبع الحياة، لا تتوقف عن الاستقاء منها.