الضاحية الجنوبية: قطعة من الأرض وذكرى لا تنسى




الضاحية الجنوبية لبيروت، تلك المنطقة التي أصبحت رمزًا للمقاومة والصمود، تلك الأرض التي رويت بدماء شهداء دافعوا عنها بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة، تلك الذكرى التي لا تمحى من الأذهان.


من ذاكرة التاريخ...

يعود تاريخ الضاحية الجنوبية إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت عبارة عن أراضٍ زراعية صغيرة، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت المنطقة مأهولة بالسكان والنازحين من الريف اللبناني، وخاصةً بعد الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975.

خلال الحرب الأهلية، كانت الضاحية الجنوبية معقلًا رئيسيًا لحركة أمل، إحدى أكبر الحركات الشيعية في لبنان، بقيادة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.


معقل المقاومة

بعد انتهاء الحرب الأهلية، أصبحت الضاحية الجنوبية معقلًا لحزب الله، الحركة الشيعية اللبنانية التي أسسها سماحة السيد حسن نصر الله عام 1985.

خاض حزب الله عددًا من الحروب مع إسرائيل، بما في ذلك حرب تموز عام 2006، والتي دمرت أجزاء كبيرة من الضاحية الجنوبية، لكنها لم تنجح في إخضاع حزب الله أو إضعاف مقاومته.


التحديات

واجهت الضاحية الجنوبية العديد من التحديات على مر السنين، بما في ذلك الفقر والبطالة، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بها جراء الحروب مع إسرائيل.

ولكن على الرغم من هذه التحديات، فقد ظلت الضاحية الجنوبية رمزًا للمقاومة والصمود، كما أنها شهدت العديد من المشاريع التنموية التي حسنت حياة سكانها.


الهوية والانتماء

تشتهر الضاحية الجنوبية بتنوعها الثقافي والاجتماعي، حيث تضم مزيجًا من اللبنانيين من مختلف الطوائف والخلفيات، فضلاً عن عدد كبير من العمال المهاجرين.

وعلى الرغم من هذا التنوع، فإن لسكان الضاحية الجنوبية هوية وانتماء مشترك، يعتزون به ويتمسكون به.


إرث دائم

إن إرث الضاحية الجنوبية هو إرث المقاومة والصمود، وهو إرث سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.

فستظل الضاحية الجنوبية رمزًا للأمل والتحدي، وستبقى ذكراها خالدة في قلوب اللبنانيين.