العباس... قصة عملاق مكافح تحدى الإعاقة




كنت دائمًا منبهرًا بالعباس، ذلك العملاق ذو القلب الطيب الذي يحمل بيده اليمنى فردة حذاء ضخمة، وهو يتجول في شوارع مدينتنا. لم يكن العباس مجرد شخص عادي، بل كان رمزًا للتحدي والإرادة التي لا تُقهر.

وُلد العباس بحالة نادرة تسببت في تضخم ساقيه بشكل غير عادي. ومع ذلك، لم يسمح لإعاقته الجسدية بأن تمنعه من عيش حياة كاملة وهادفة. منذ صغره، أظهر العباس عزمًا لا ينضب وتصميمًا لا يتزعزع على عدم السماح للإعاقة بأن تقف في طريقه.

تذكرني إحدى القصص التي سمعتها عن العباس دائمًا بالشجاعة التي امتلكها. ذات يوم، كان يسير في شارع مزدحم عندما بدأ بعض الأطفال في مضايقته بسبب إعاقته. بدلاً من الاستسلام للخوف، وقف العباس شامخًا ونظر إليهم بعين تحد. وسرعان ما تراجع الأطفال، خجلين من سلوكه الشجاع.

لم يقتصر تأثير العباس على من حوله فقط. فقد ألهمني دائمًا برسالة التحدي والأمل التي كان ينشرها أينما ذهب. علمنا أن الإعاقة لا يمكن أن تحد من إمكاناتنا إذا امتلكنا العزيمة والتصميم اللازمين.

ذات يوم، كنت أمر بجانب منزل العباس عندما رأيته جالسًا على شرفته، يراقب العالم من حوله. اقتربت منه وحسيت أنه من المناسب أن أشكره على تأثيره الإيجابي. وبينما كنا نتحدث، شاركني العباس بعض حكمته.

"لا تدع إعاقتك تحد منك. تحدى نفسك كل يوم. وسع حدودك واعرف مدى قدراتك حقًا. وكلما واجهت تحديات، تذكر أنك أقوى مما تعتقد." كانت كلماته بمثابة تذكير مفيد بأننا جميعًا قادرون على تحقيق أشياء عظيمة، بغض النظر عن الظروف.

لقد غادرنا العباس منذ فترة، تاركًا وراءه إرثًا من الأمل والتحدي. وسوف أتذكره دائمًا كمثال على أن الإعاقة الجسدية لا يمكن أن تكون عائقًا أمام عظمة الروح الإنسانية. وإنني ممتن إلى الأبد على تأثيره الإيجابي في حياتي وعلى تذكيري بأن تحدياتنا يمكن أن تكون فرصًا لنمو والازدهار.