جاءنا الغزاة من بعيد، حاملين معهم دمارًا وموتًا. لقد دمروا منازلنا، وقتلوا أحباءنا، ونهبوا تراثنا. في لحظة واحدة، تحطم كل شيء، تاركًا خلفه فراغًا هائلًا. صرخات الأرامل والأيتام ما تزال تتردد في أذني، تشبه ندبة على روحي لا يمكن محوها.
وإلى جانب الغزوات الخارجية، مزقتنا الحروب الأهلية. أصبح الجار عدو الجار، والصديق عدو الصديق. لقد فقدنا ثقتنا في بعضنا البعض، وانغمسنا في دوامة من العنف والكراهية التي لا نهاية لها. صراعات دينية وعرقية قسمت مجتمعنا إلى أشلاء.
لكن في خضم هذا الظلام، بقي بصيص من الأمل. فالعراقيون شعب قوي ومرن. لقد واجهنا الكثير من التحديات على مر القرون، لكننا لم نستسلم أبدًا. ما زالت روحنا تسعى من أجل السلام، وتتوق إلى بناء وطن مزدهر.
نحن نعلم أن الطريق أمامنا طويل وشاق. لقد دمّرت الحرب الكثير من مدننا، وشردت ملايين العراقيين. كما أن الفساد المستشري أصبح بلاءً لا يقل خطورة عن الإرهاب. لكننا لن نيأس. فما زال هناك الكثير الذي يمكننا القيام به.
علينا أن نبدأ في العلاج، في مواجهة ماضينا، ومد جسور الثقة بين بعضنا البعض. علينا أن نوقف العنف، وأن نعمل معًا لبناء عراق جديد، عراق مزدهر يليق بتاريخنا وحضارتنا.