العربي بن مهيدي




ولد الشهيد العربي بن مهيدي في يوم 5 أبريل من العام 1923 في دوار بني كواهي بقرية حكيم دائرة عين مليلة ولايه أم البواقي، وهو الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى مدينة قسنطينة، حيث تابع تعليمه في مدرسة الشاوية ثم انتقل الي سوق أهراس وفيها تحصل على شهادة التعليم الابتدائي سنة 1937.
انتقل بعدها إلى مدينة الجزائر و هناك واصل دراسته في مدرسة التربية و التحق بنادي الترجي الرياضي حيث برز كلاعب كرة قدم ثم التقى ببعض أعضاء حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي أسسها مصالي الحاج و انضم إليها سنة 1942.
وفي سنة 1945 شارك في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كما شارك في المؤتمر الأول لحزب الشعب الجزائري الذي عقد في مدينة البليدة في 16 و17 فبراير 1947 و أصبح مكلفا بالشباب و الرياضة و الكشافة الإسلامية.
وفي عام 1950 كان من أبرز قادة الحركة الوطنية المناهضة للإستعمار الفرنسي، فشارك في تأسيس جبهة التحرير الوطني الجزائرية بتاريخ 10 أكتوبر 1954 في اجتماع عقد بحي الأبيار في الجزائر العاصمة، وكان عضوا في اللجنة الثورية للوحدة و العمل و منسقا لمنطقة الجزائر العاصمة.
و في نوفمبر 1954 اكتشفت السلطات الفرنسية نشاط الجمعية و اغلقت مقرها بعد ان قام احد اعضائها بوضع قنبلة و إثر ذلك تعرض العربي بن مهيدي للاعتقال يوم 10 فبراير 1955 بتهمة حوزته لسلاح ناري بدون رخصة و تم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين، لكن بعد شهرين فقط تم الإفراج عنه اثر حصوله على عفو.
ولكن بعد الإفراج عنه بقليل تعرض العربي بن مهيدي للاعتقال مرة أخرى في 11 مارس 1955 بتهمة التحريض على التمرد و تم الحكم عليه هذه المرة بالسجن لمدة خمس سنوات ووضع في سجن سركاجي (البارادو حاليا) و بعد أشهر قليلة نقل إلى سجن الأبيار وبعدها بسنتين تم نقله إلى سجن الحراش ووضعه في زنزانة انفرادية.
و في سنة 1957 حاول بعض السجناء السياسيين الفرنسيين مساعدة العربي بن مهيدي على الفرار من السجن ولكن المحاولة فشلت وتم اكتشافها و قام وزير العدل الفرنسي فرانسيس جانسون بنقل العربي بن مهيدي إلى زنزانة أخرى في المبنى القديم لسجن سركاجي وكان في استقباله ضابط اسمه بول اوسارس.
وفي ليلة 3 إلى 4 مارس 1957 قام الضابط بول أوسارس وبعض الجنود بتعذيب العربي بن مهيدي إلى أن توفي، وقاموا برمي جثته في احد المجاري وقيل انهم قاموا بتعليق جثته.
وفي صباح يوم 4 مارس 1957 أعلنت الإذاعة الفرنسية عن مقتل العربي بن مهيدي في محاولة للهروب من السجن، ولكن الشهود الذين رأوا جثمانه في المستشفى أكدوا بأنه تعرض للتعذيب الشديد، و قد تم دفن جثمانه في مقبرة سيدي امحمد بالعاصمة الجزائرية.
اعتبر العربي بن مهيدي أحد أهم قادة الثورة الجزائرية ورمز من رموز النضال الوطني و التضحية و الفداء في سبيل الوطن. و قد تم إطلاق اسمه على العديد من المدارس و الشوارع و الساحات في الجزائر و في دول عربية أخرى.