العربي بن مهيدي هو أحد أشهر الثوار الجزائريين، قضى حياته مناضلاً في سبيل وطنه الجزائر حتى استُشهد على يد قوات الاحتلال الفرنسية، وكان من أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً رئيسياً في اندلاع ثورة التحرير الجزائرية.
ولد العربي بن مهيدي عام 1923 في مدينة عين مليلة شرق الجزائر، كان والده عاملاً بسيطًا، ونشأ في أسرة متواضعة، وكان العربي شغوفًا بالدراسة منذ صغره، وكان متميزًا في دراسته، حيث أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة بتفوق، ثم التحق بجامعة الجزائر لدراسة الحقوق، لكنه ترك الدراسة بعد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية.
كان العربي بن مهيدي من الشباب المتحمسين للثورة، وكان من أوائل المنضمين إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية، والتي كانت تدعو إلى الكفاح المسلح ضد الاحتلال الفرنسي، وكان العربي من القيادات الشابة التي كان لها دور كبير في تأسيس الجبهة وتنظيمها.
شارك العربي بن مهيدي في العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الفرنسي، وكان من أبرز القادة العسكريين في جبهة التحرير الوطني، وكان معروفًا بشجاعته وإقدامه في المعارك، وكان يقاتل بشراسة ضد القوات الفرنسية، حتى أُصيب في إحدى المعارك وتم أسره.
تعرض العربي بن مهيدي لأشد أنواع التعذيب على يد قوات الاحتلال الفرنسية، لكنه لم يستسلم ولم يعترف على زملائه في الثورة، وظل صامدًا حتى النهاية، وتم إعدامه في الرابع من مارس عام 1957، عن عمر يناهز 34 عامًا، وكانت وفاته خسارة كبيرة للثورة الجزائرية.
يعتبر العربي بن مهيدي من أبرز رموز الثورة الجزائرية، وهو بطل قومي في الجزائر، وتُخلد ذكراه في العديد من الأماكن في الجزائر، وتم تسمية العديد من الشوارع والميادين باسمه، كما تم إصدار طوابع بريدية تحمل صورته.
وتُعتبر قصة حياة العربي بن مهيدي ملهمة للكثير من الشباب الجزائري، ولا يزال يُنظر إليه على أنه رمز للشجاعة والفداء، وهو مثال للجيل الصاعد على التضحية من أجل الوطن.