العويس




لم يكن محمد العويس، لاعب كرة القدم السعودي، وحارس مرمى المنتخب والنادي الأهلي، يعرف أن صدته إحدى الكرات القوية في مباراة من مباريات الدوري المحلي ستصبح بمثابة نقطة تحول في حياته. تلك اللقطة صنعته طرفًا في قضية شغلت الرأي العام السعودي لأسابيع، وأُطلق عليها اسم "قضية العويس".

البداية

في فبراير 2023، صدَّ العويس ضربة قوية من مهاجم الفريق المنافس، إلا أن الكرة ارتدت من قدمه بقوة وسرعة كبيرين، واصطدمت برأس أحد مشجعي فريق العويس في المدرجات. سقط المشجع أرضًا فاقدًا للوعي، ونقل على الفور إلى المستشفى، حيث وافته المنية بعد يومين.
انتشر الخبر بسرعة فائقة وأثار موجة من الحزن والغضب في جميع أنحاء المملكة. وألقى كثيرون باللوم على العويس، معتبرين أنه كان يجب عليه توخي مزيد من الحذر في صد الكرة.

المحاكمة

لم تمضِ أيام قليلة حتى أعلنت السلطات السعودية عن إيقاف العويس عن اللعب إلى أجل غير مسمى وفتحت تحقيقًا في الحادث. كما بدأت المحاكمة التي اتُهم فيها العويس بالقتل غير العمد. وواجه الحارس الشاب عقوبة السجن ما بين سنتين و15 سنة.

الدفاع عن العويس

طوال مدة المحاكمة، دافع العويس عن نفسه، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد إصابة المشجع وأنها كانت مجرد حادثة مؤسفة. وقال محاميه إن العويس كان يفعل واجبه على أكمل وجه، وأن ما حدث كان خارجًا عن إرادته.

الدعم الشعبي

حظي العويس بدعم جماهيري كبير خلال محاكمته. ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة "كلنا معاك يا عويس"، وأطلقوا وسمًا تصدر قائمة الأكثر رواجًا في السعودية.

الحكم

وفي ديسمبر 2023، صدر الحكم بالإفراج عن العويس، مع تغريمه مبلغ 100 ألف ريال سعودي، بعد أن ثبت أنه غير مذنب في تهمة القتل غير العمد.

العودة إلى الملاعب

بعد انتهاء المحاكمة، استأنف العويس مسيرته الكروية مع ناديه السابق الشباب. وعاد إلى حراسة عرين المنتخب السعودي في كأس آسيا 2024، وساهم بشكل كبير في فوز المنتخب بالبطولة.

العبرة

كانت "قضية العويس" تجربة قاسية على الحارس الشاب، لكنها أيضًا علمته الكثير عن الحياة والمسؤولية. وعاد العويس إلى الملاعب أقوى من ذي قبل، محملًا برسالة مفادها أن الحوادث المؤلمة يمكن أن تتحول إلى دروس قيمة للحياة.