الفارسُ الذي أطاحَ بالفرسانِ الأربعة
كفارسٍ مغوارٍ في ساحاتِ السياسة، دخلَ فؤاد مخزومي معتركَ الانتخاباتِ التشريعيةِ اللبنانيةِ حاملاً شعارَه الأوحد: مكافحة الفسادِ المستشري في دواليبِ الدولةِ ومؤسساتها، ذلك الداء العُضالُ الذي نخرَ في عظامِ الوطنِ وأفقدهُ عنفوانَ شبابهِ وأحلامَ أبنائهِ بصعيدٍ واحدٍ لا يقبلُ التأجيلَ ولا المساومة.
وفي مُواجهةٍ شرسةٍ ضدَّ تحالفاتٍ كُبرى جَمَعَت أعتى فرسانِ السياسةِ اللبنانيةِ تحت مسمى "التحالف الرباعي"، تمكَّن مخزومي من اختراقِ الحصونِ المنيعةِ وأسقطَ عن عرشِ الزعامةِ أحدَ أهمِّ أركان ذلكَ التحالفِ وهو المليارديرُ المُخضرمُ بهيج طبارة.
الوقفة الشهيرة:
في محطةٍ تاريخيةٍ من محطاتِ الحملةِ الانتخابيةِ لعام 2018، وقف فؤاد مخزومي أمامَ مناصريهِ في إحدى ساحاتِ مدينةِ بيروتَ مردّدًا بتحدٍّ: "أنا وطني وفؤادكم". تلكَ الوقفةُ التي باتت فيما بعد أيقونةً للوطنيةِ الحقةِ والوفاءِ لبيروتَ وأهلها، والتي رسمَت ملامحَ زعامةٍ جديدةٍ غيرِ خاضعةٍ لأيِّ اعتباراتٍ سوى اعتبارِ الوطنِ والمواطن.
بصمةُ مخزومي:
عُرف عن فؤاد مخزومي منذُ أن وطئت قدمُهُ معتركَ السياسةِ بجرأتهِ في قولِ الحقيقةِ مُجاهرًا بمواقفهِ تجاهَ القضايا الوطنيةِ مصوبًا سهامَ نقدهِ دونما مواربةٍ أو مُجاملةٍ لأيٍ كان.
ولعلَّ أبرزَ قضيتينِ ناصرهما مخزومي بشراسةٍ وقوةٍ كبيرتينِ هما:
- وحدة الصفوف:
انتقد مخزومي بشدَّةٍ كافة أشكالِ التمزُّقِ والتفرقةِ والاصطفافِ الطائفيِ والمذهبيِّ والسياسيِّ الذي يعصف بالجسدِ اللبنانيِ، ودعا جُلّ الأطرافِ السياسيةِ إلى العملِ الجادِّ من أجلِ لمِّ شملِ أبناءِ الوطنِ الواحدِ وبناءِ لبنانٍ جديدٍ لا مكانَ فيهِ للطائفيةِ والمحسوبيات.
- مواجهة الفساد:
شَخّص فؤاد مخزومي بدقةٍ وعمقٍ خطورةَ ظاهرةِ الفسادِ التي باتت تهدِّدُ وجودَ لبنانَ ودولةَ القانونِ والمؤسساتِ فيهِ. واستنادًا إلى خبرتهِ الكبيرةِ في مجالِ إدارةِ الأعمالِ والشركاتِ، قدَّم مخزومي مجموعةً من الحلولِ العمليةِ والمبتكرةِ لمحاربةِ الفسادِ والقضاءِ عليهِ من جذورهِ.
وعدٌ وعهد:
في كلمتِهِ بعد الإعلانِ عن فوزهِ في الانتخاباتِ التشريعيةِ عام 2018، وعدَ فؤاد مخزومي ناخبيهِ بأن يبذلَ جهدَهُ ووقتهِ في سبيلِ خدمةِ الوطنِ والمواطنِ وألا يدخُرَ وسعًا في الدفاعِ عن مُكتسباتِ الشعبِ وحقوقهِ مهما كلَّفَ الأمر، عاقدًا عهدًا على التعاونِ مع كافةِ القوى الوطنيةِ والسياسيةِ والشخصياتِ المستقلَّةِ لتحقيقِ الهدفِ الأسمى وهو نهضةُ لبنانَ وإعادةُ بناءِ الدولةِ على أسسٍ سليمةٍ ونزيهة.
ويُنظر إلى فوزِ فؤاد مخزومي في الانتخاباتِ التشريعيةِ على أنهِ نقطةُ انطلاقٍ لمرحلةٍ جديدةٍ في تاريخِ لبنانَ السياسيِّ، مرحلةٍ عنوانُها التغييرُ الحقيقيُّ ومحاربة الفسادِ بكافةِ أشكالهِ وصورهِ.