الفنانة سلوى عثمان




منذ طفولتي المبكرة، كنت مفتونة بالسحر الذي يمكن للفن أن يخلقه. كانت رسوماتي الأولى مجرد تخطيطات غير منتظمة أشبه بخربشات، لكنها سرعان ما تطورت إلى لوحات ملونة تصور عالمي الداخلي. في كل مرة كنت أمسك فيها قلم رصاص، كنت أشعر وكأنني أدخل إلى عالم من الاحتمالات اللانهائية، حيث يمكنني التعبير عن أفكاري ومشاعري بطريقة لم أكن لأستطيع التعبير عنها بالكلمات.

حضرتُ دروسًا في الفن طوال فترة دراستي، لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت عندما التحقت بكلية الفنون الجميلة. كان هناك، تحت إرشاد أساتذة موهوبين وزملاء فنانين داعمين، حيث صقل مهاراتي الفنية واكتشفت صوتي الفريد كرسامة. كنتُ مفتونًا بالتشريح البشري، وكان هذا واضحًا في أعمالي المبكرة التي صورت فيها أجسادًا بشرية ملتوية ومتشابكة بطريقة ديناميكية.

لكن عملي لم يقتصر على الواقعية وحدها. تأثرتُ أيضًا بالحركات السريالية والتجريدية، ووجدتُ نفسي أدمج عناصر من هذين الأسلوبين في لوحاتي. في بعض الأحيان، كنت أبدأ بلوحة أبيض خالية، وأسمح للألوان والأشكال بالتدفق بحرية حتى تتشكل الأفكار والصور تلقائيًا. وفي أحيان أخرى، كنت أستخدم الصور الفوتوغرافية كمصدر إلهام، وأقوم بتحويلها إلى لوحات ذات ملمس وحركة وتفاعل مختلف تمامًا.

عبر السنين، عرضتُ أعمالي في العديد من المعارض الفنية، محليًا ودوليًا. لقد كان من المشجع للغاية رؤية الناس يتفاعلون مع لوحاتي، ويجدون فيها معنىً وتأثرًا.

الإلهام هو جزء لا يتجزأ من عملية الإبداع بالنسبة لي. أحصل عليه من مصادر مختلفة، مثل الطبيعة والحلم والأدب والموسيقى والأحداث الجارية. أعتقد أن الفنان لديه مسؤولية لاستخدام صوته للتعبير عن الحقيقة والجمال، ولإثارة النقاش وتعزيز التغيير الإيجابي.

الفن بالنسبة لي هو أكثر من مجرد مهنة؛ إنه شغف يدفعني ويمنح حياتي معنىً. إنه لغة عالمية تتجاوز الثقافات واللغات، ويمكنها أن توحد الناس وتخلق التفاهم. أتمنى أن يستمر فني في إثارة وإلهام الآخرين، وأن يذكر الناس بقوة الفن في جعل العالم مكانًا أفضل.