الفنان فاروق عيطة: رحلة من الشارع إلى منصات العالم




من هم أنتم يا أولئك الصغار الذين تحطمون الآلات الموسيقية لأول مرة وتضربون بالإيقاع على الطبول والطناجر، وتغنون بصوت مرتفع حتى يضايق الجيران؟
في قريته، كان فاروق عيطة يفعل ما يفعله الأولاد مثله: يلعب ويلهو. لكن ما كان مميزًا لدى فاروق هو أنه كان يتابع المهرجانات الغنائية الشعبية، وينجذب إلى إيقاعاتها وآلاتها.
لم يكن والد فاروق موسيقيًا، لكنه كان داعمًا لموهبة ابنه. وقد قال فاروق ذات مرة: "كنت أعزف على أي شيء أجده في المنزل، بما في ذلك الحجارة والقصدير. وشجعني والدي على الاستمرار في ذلك".
في سن السادسة عشر، شارك فاروق في مسابقة غنائية في مدرسته وفاز بالمركز الأول. ومن هناك، بدأ رحلته الاحترافية.
بالرغم من صعوبات الحياة في الريف، إلا أن فاروق كان ينظر إلى الموسيقى باعتبارها شيئًا أكثر من مجرد هواية. فقد كانت طريقة للتعبير عن نفسه وعن أحلامه، ووسيلة للاتصال بالناس من جميع مناحي الحياة.

لم يكن طريق فاروق عيطة إلى النجومية سهلاً. فقد بدأ مسيرته الفنية في الشارع، حيث كان يعزف مع مجموعة من الأصدقاء. كانوا يجوبون القرى والمدن، ويغنون أغاني تقليدية وحديثة.
تدرج فاروق في مسيرته حتى بدأ في الغناء في النوادي والمهرجانات المحلية. وقد جذب أداؤه المميز للإيقاعات الشعبية مع لمسات حديثة انتباه الكثير من الناس.
ومع مرور الوقت، أصدر فاروق ألبومه الأول، والذي حقق نجاحًا كبيرًا. ومن ثم، تلقى دعوة للغناء في مهرجانات دولية، بما في ذلك مهرجان قرطاج و مهرجان موازين في المغرب.

اليوم، يعد فاروق عيطة أحد أشهر المطربين الشعبيين في العالم. وقد غنى مع فنانين عالميين مثل ستينغ وجوش جروبان. كما ظهر في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.

إلى جانب موهبته الموسيقية الاستثنائية، يتمتع فاروق عيطة أيضًا بشخصية كاريزمية. فهو يتمتع بروح الدعابة والتواضع، مما يجعله محبوبًا لدى الجماهير من جميع الأعمار.
كما أن فاروق عيطة معروف أيضًا بالتزامه بالتقاليد الموسيقية الشعبية المصرية. ولا يخشى في الوقت نفسه دمج عناصر حديثة في موسيقاه، مما يخلق صوتًا فريدًا وحديثًا.

يحظى فاروق عيطة بدعم العديد من الفنانين والموسيقيين، بمن فيهم الفنان أحمد حلمي والموسيقار عمر خيرت. كما أصبح مصدر إلهام للشباب في مصر وحول العالم، الذين يرون فيه مثالاً على أن الأحلام يمكن أن تتحقق بغض النظر عن الظروف.
ويقول فاروق عيطة: "أريد أن أوصل رسالة مفادها أن الموسيقى هي لغة عالمية. وهي قادرة على توحيد الناس وتجاوز الحواجز".
وختامًا، يعد الفنان فاروق عيطة فنانًا استثنائيًا صنع اسمًا لنفسه من خلال موهبته وعمله الجاد وتفانيه. فمن الشارع إلى منصات العالم، حفر اسمه في تاريخ الموسيقى الشعبية، وأصبح مصدر إلهام للفنانين والمستمعين على حد سواء.