في عالم الفنان محمد بسيوني، تلتقي الألوان والخطوط والظلال لتروي حكايات تعكس عمق روح الإنسان وجمال العالم من حوله. رحلة فنية تجاوزت عقدين من الزمن، حفرت فيها أعماله لنفسها مكانة مميزة بين عشاق الفن التشكيلي.
ولد بسيوني ونشأ في مدينة طنطا، حيث اكتشف شغفه بالرسم في سن مبكرة. يقول: "كنت أرسم أي شيء يجذب بصري، من المناظر الطبيعية إلى وجوه الناس. لقد كانت هواية استهلكتني بالكامل".
بعد المدرسة، التحق بسيوني بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، حيث صقل موهبته وتعلم التقنيات الأساسية للفن. ومع الكلية، بدأت رحلته الاحترافية، حيث شارك في العديد من المعارض الجماعية على مستوى مصر وخارجها.
وتميزت أعمال بسيوني بحساسيتها العالية وقدرتها على التقاط التفاصيل الدقيقة. فرشته ترسم الشخصيات بحيوية وإشراق، والمناظر الطبيعية بملمسها المميز وألوانها الزاهية. يقول: "أحب رسم المشاعر الإنسانية، لحظات الفرح والحزن، الإخلاص والغضب. أريد أن تروي لوحاتي قصصًا تلامس قلوب الناس".
أما عن مصادر إلهامه، فيشير بسيوني إلى الطبيعة والناس المحيطين به. ويقول: "أجد الجمال في كل شيء من حولي، سواء كان زهرة بسيطة أو وجه شخص غريب. أرسم ما يثيرني، ما يجعل قلبي ينبض".
وشارك بسيوني في العديد من المبادرات الفنية التي تهدف إلى تعزيز الفنون والتواصل مع المجتمع. ويقول: "أعتقد أن للفن دور مهم في جعل العالم مكانًا أفضل. فهو يوحّد الناس، ويغذي الروح، ويساعدنا على فهم أنفسنا والعالم من حولنا بشكل أفضل".
وتحمل أعمال بسيوني رسائل عميقة عن الحب والأمل والإنسانية. فمن خلال لوحاته، يدعو إلى التسامح والسلام والتفاهم المتبادل. يقول: "الفن بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، إنه رسالة. أريد أن أنقل رسائل إيجابية وأن أجعل الناس يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم".
واليوم، يستمر بسيوني في رسم وإلهام الآخرين من خلال فنه. وبينما يتطلع إلى المستقبل، يأمل أن تستمر أعماله في التأثير على حياة الناس وإحداث تغيير إيجابي في العالم.