في خضم الصراع الدائر في الشرق الأوسط، تبرز "القبة الحديدية" كحلقة وصل متينة في الدفاع عن مواطني إسرائيل من الهجمات الصاروخية.
وهو نظام دفاعي متطور مصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون على مسافات تصل إلى 70 كيلومترًا، مما يوفر غطاءً وقائيًا للمدن والبلدات على حد سواء.
ولدت فكرة "القبة الحديدية" في أعقاب حرب لبنان عام 2006، حيث عانت إسرائيل من وابل من الصواريخ من حركة حزب الله. أدركت الحكومة الإسرائيلية الحاجة الماسة لنظام أكثر فعالية لاعتراض هذه الهجمات.
وعلى مدار السنوات التالية، عملت شركة "رافائيل" للأنظمة الدفاعية المتقدمة على تطوير وتصميم "القبة الحديدية". تم اختباره بنجاح في عام 2011 ودخل الخدمة الكاملة في عام 2014.
تعمل "القبة الحديدية" على مبدأ الرادار والاستهداف المتطور. تستخدم الرادارات الأرضية المتقدمة لتحديد الصواريخ القادمة وحساب مساراتها ونقاط تأثيرها المتوقعة.
بمجرد اكتشاف التهديد، يتم إطلاق صواريخ اعتراضية دقيقة من منصات الإطلاق. اعتراض الصواريخ المعادية يتم في الجو، مما يضمن عدم إلحاق الضرر بالأراضي الإسرائيلية.
منذ تنفيذها، حققت "القبة الحديدية" نجاحًا كبيرًا في صد هجمات الصواريخ. وفقًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، فقد اعترض النظام ما يقرب من 90٪ من الصواريخ التي استهدفت إسرائيل، مما أنقذ لا حصر له من الأرواح وحال دون وقوع أضرار واسعة النطاق.
وقد أثبتت "القبة الحديدية" أيضًا أنها رادع قوي، حيث أجبرت الجماعات المسلحة على إعادة التفكير في هجماتها الصاروخية خوفًا من الاعتراض.
تخضع "القبة الحديدية" باستمرار للتحديث والتحسين من قبل شركة "رافائيل" وقوات الدفاع الإسرائيلية. يتم تطوير صواريخ اعتراضية أكثر تطوراً وإجراء اختبارات ميدانية بشكل منتظم لضمان الحفاظ على أعلى مستويات الفعالية.
ويضمن هذا الالتزام بالابتكار أن تظل "القبة الحديدية" في طليعة الأنظمة الدفاعية، مما يوفر حماية موثوقة ومستدامة لشعب إسرائيل.
أصبحت "القبة الحديدية" رمزًا للأمل والمرونة لشعب إسرائيل. لقد وفر الحماية، وأنقذ الأرواح، وحافظ على الاستقرار في المنطقة.
يعتبر إرث "القبة الحديدية" كسلاح دفاعي فائق التكنولوجيا ملهمًا، حيث يسلط الضوء على قدرة البشرية على الابتكار والتصميم في مواجهة التحديات. ستستمر بلا شك في لعب دور محوري في الدفاع عن إسرائيل لسنوات قادمة.