هذا هو كلام الله تعالى، هو القرآن الكريم كامل بلا نقصانٍ ولا زيادة، وهو كلام عربي مُنزلٌ على نبيّ الله محمد ﷺ، وهو معجزةٌ خالدةٌ عبر الزمن، لم يستطع أحدٌ من العالمين أن يأتي بمثلِه، أو أن ينقص منه حرفاً واحداً.
وإن الله تعالى قد تكفل بحفظه من أي عبث أو تحريف أو تغيير، فقال سبحانه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّـا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر: 9]، وهو بذلك يكون محفوظاً من أي تحريف أو تغيير أو تبديل حتى يوم القيامة.
وقد جمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بعد أن كتبوه في صحف وأوراق متفرقة خوفاً من ضياعه، ثُمَّ جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه في مصحف واحد، وهو الذي بين أيدينا الآن.
ويحتوي القرآن الكريم على 114 سورة، وفي كل سورة آيات، ويبلغ عدد آياته 6236 آية، وقد نظم الله تعالى هذه السور والآيات بطريقة مُحكمة، فبدأها بسورة الفاتحة، وختمها بسورة الناس، كما قسم السور إلى مكية ومدنية، حسب المكان الذي نزلت فيه.
وللقرآن الكريم فضائل كثيرة، ومن ذلك أنه شفاء للصدور، ونورٌ للقلوب، وهدايةٌ للناس، ودليلٌ إلى الحق، وهو سببٌ في دخول الجنة، وفيه أجرٌ عظيمٌ لمن قرأه وتدبره، قال رسول الله ﷺ: "من قرأ حرفاً من القرآن الكريم فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرفٌ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [الترمذي].
فلنحفظ القرآن الكريم ونقرأه وتدبره، ولنجعله مصباحاً يضيء لنا حياتنا، وندرك معانيه العظيمة ونستفيد منه في كل أمورنا.
وفقنا الله تعالى جميعاً لما فيه الخير والصلاح.