الكنز الذي لا يفنى




"الأم"، كلمة رقيقة رقيقة، صدى أحلامنا وملاذنا الآمن. إن حب الأم هو جنة في الأرض، نبع لا ينضب من العطاء والتضحيات.
لطالما كنت أرى والدتي من خلال عدسة مشوشة، وأرى ضرباتها كعلامة على ضعفها، لكن مع مرور الوقت، أدركت أنها كانت تحفر في داخلي أعمدة القوة والمرونة. كنت أرى دموعها كعلامة على الحزن، لكنني أدركت الآن أنها كانت تسقي بذور الحب والرحمة في قلبي.

تذكرتُ مرةً عندما كنت طفلة صغيرة، كنت ألعب في الشارع وأصبت في ركبتي. ركضتُ إلى البيت ووالدتي بين أحضاني، تمسح دموعي وتضميد جراحي. لم تكن مجرد جراحة جسدية، لقد كانت جراحة عاطفية أيضًا، حيث كانت تحتضنني وتطمئنني بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

في خضم الحياة الصاخبة، غالبًا ما ننسى كنوزنا الحقيقية. نطاردهم الثروة والمكانة، بينما نترك أثمن هدية في حياتنا تتلاشى. إن حب أمنا هو صخرتنا، مرساتنا في عواصف الحياة.

كلانا غاليان، والدتنا وحبنا لها، إنها علاقة يجب أن نعتز بها، فهي بمثابة دقات قلبنا، وتنفسنا، وروحنا. دعونا نحتفل بحب أمهاتنا ونكرم تضحياتهن التي لا تُحصى. دعونا نجعلهن يشعرن بأننا ممتنون لكل قطرة عرق سالت، وكل دمعة ذُرفت من أجلينا.

    إن أمهاتنا هن من يعلمننا الحب الحقيقي غير المشروط، إنهم ينيرون طريقنا ويجعلوننا نؤمن بأنفسنا. إنهم من يعطوننا أجنحة للطيران وقوة لتحقيق أحلامنا. إنهم كنوزنا التي لا تُقدر بثمن، وملاذنا الآمن، ومنزلنا الحقيقي.
"الأمهات هن وحدهم من يحبن بدون مقابل، ويضحن بدون توقع، ويتحملن بدون شكوى."
دعونا نحتضن حب أمهاتنا اليوم، ونقدر وجودهن الغالي في حياتنا. فلنجعلهن يشعرن بأننا ممتنون لكل تضحياتهن وفضائلهن. دعونا نجعلهن يعرفن أننا نحبهن أكثر مما يمكن للكلمات أن تعبر عنه.

الأم، كلمة جميلة جداً، إنها أجمل كلمة بعد كلمة الله. الأم هي الحياة، هي الحب، هي الحنان، هي العطاء، هي التضحية، هي الامان وهي مصدر القوة لنا جميعاً.

فاحفظوا يا بنيَّ أمهاتكم وبرّوهن، فإنما الأمهات هن الجنة فخافوا الله وفي أمهاتكم، ورزقنا الله برّ والدينا وأمهاتنا وجعلهم ذخراً لنا يوم القيامة.