الكويت والعراق: قصة جيران متنازعين




عبر التاريخ، كانت العلاقة بين الكويت والعراق صعبة ومعقدة، تتخللها فترات من التعاون والنزاع. وقد ساهمت مجموعة من العوامل، بما في ذلك الحدود المتنازع عليها والاختلافات السياسية، في توترات مستمرة بين البلدين.

النزاع الحدودي:

تعتبر مسألة الحدود أحد أكثر القضايا الخلافية بين الكويت والعراق. يعود تاريخه إلى عام 1932، عندما اعترفت العراق بحدود الكويت الحالية. ومع ذلك، فإن العراق لم يقبل أبدًا بهذه الحدود وظل يدعي أنها يجب أن تكون حدود العراق مع الكويت أقرب إلى مدينة البصرة.

الاختلافات السياسية:

تختلف الكويت والعراق سياسيًا، حيث الكويت دولة ملكية دستورية و العراق جمهورية. وقد أدى ذلك إلى خلافات على مدى عقود من الزمن، حيث دعمت الكويت الغرب بشكل عام بينما انحازت العراق إلى دول الكتلة الشرقية.

الحرب العراقية الإيرانية:

أثرت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) على العلاقات بين الكويت والعراق. دعمت الكويت العراق خلال الحرب، لكن العراق اتهم لاحقًا الكويت بدعم إيران. أدى ذلك إلى تدهور العلاقات بين البلدين.

غزو العراق للكويت:

في عام 1990، غزا العراق الكويت في محاولة لضمها. أدى ذلك إلى حرب الخليج الأولى، والتي انتهت بانسحاب العراق من الكويت. ومع ذلك، فقد ترك الغزو ندوبًا عميقة في العلاقات بين البلدين.

ما بعد الحرب الخليج الأولى:

بعد حرب الخليج الأولى، فرضت الأمم المتحدة عقوبات على العراق. كما أُنشئت منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود بين الكويت والعراق. أدى ذلك إلى توترات مستمرة بين البلدين.

حرب الخليج الثانية:

في عام 2003، غزت الولايات المتحدة وحلفاؤها العراق في إطار حرب الخليج الثانية. أدى ذلك إلى الإطاحة بصدام حسين من السلطة. وقد تحسنت العلاقات بين الكويت والعراق منذ ذلك الحين، لكنها لا تزال هشة.

الحاضر والمستقبل:

تستمر العلاقات بين الكويت والعراق في التحسن، لكنها لا تزال معقدة وتواجه تحديات. ولا تزال مسألة الحدود المتنازع عليها قضية رئيسية، فضلاً عن الاختلافات السياسية بين البلدين. ومع ذلك، فإن هناك أيضًا رغبة متزايدة في التعاون بين الكويت والعراق، وكلاهما بلدين مهمين في منطقة الخليج.