اللهم إني أكتب ولكن ماذا سأكتب؟




لعلنا جميعاً مررنا بموقفٍ في حياتنا تمنينا فيه لو كان معنا ورقة وقلم لنخط فيها أمنياتنا التي لا تنتهي، ولكني لا أظن أننا جميعاً مررنا بنفس الموقف الذي مررت به أنا حيث صادفتني ورقة وقلم في موقف كنت فيه أحوج ما أكون لقلم وورقة، ولكن الأغرب من هذا أن الورقة كانت ملونةً ومزينةً برسومات قلب وهموم ومكتوب عليها "تسجيل الرغبات".

لطالما اعتبرنا أن الأوراق الملونة هي أوراق تافهة ولا تليق إلا بالصغار، وبالتالي لم يخطر ببالي للحظة واحدة أن أكتب فيها أمنياتي، ولكن بعد أن يئست من إيجاد ورقة بيضاء لأكتب عليها، وبدافع الفضول أيضاً قررت أن أكتب على الورقة الملونة، ولأن الرغبة في الكتابة كانت شديدة فلم أعطِ الرسومات التي عليها أي أهمية. فبدأت أكتب، ويا لها من مفاجأة، لم أكن أظن أنني أمتلك كل هذه الرغبات، فملأت صفحةً كاملة بأمنياتي، فمن رغبات تخص دراستي وعملي إلى رغبات متعلقة بحياتي الشخصية فلم أترك مجالاً إلا وكتبت فيه الأمنيات.

عندما انتهيت من كتابة الأمنيات، بدأت أتصفحها واحداً تلو الآخر، وأنا أتساءل، هل من الممكن أن تتحقق كل هذه الأمنيات؟ وهل يكفي أن ندون الأمنيات على ورقة لكي تتحقق؟ الإجابة بكل تأكيد هي لا، ولكن لماذا لا نجرّب؟

قررت أن أحتفظ بالورقة لأيام وأنا أراجع الأمنيات بين الحين والآخر، ففي اليوم التالي وجدت نفسي أقرأ الأمنيات مرة أخرى وأضيف إليها المزيد، وفي اليوم الذي يليه وجدت نفسي أراجع الأمنيات وأمزق بعضها، لأنني اكتشفت أنها مجرد رغبات آنية قد تتغير من وقت لآخر، وبالتالي قررت أن أحتفظ بالأمنيات التي لا تتغير مهما تغير الزمان والمكان.

وفي اليوم التالي، وجدت نفسي أبكي بشدة وأنا أقرأ الأمنيات، لقد تأثرت بها بشدة لأنها تعبر عن أحلامي وطموحاتي وآلامي وآمالي، لقد كانت هذه الورقة بمثابة المرآة الحقيقية التي عكست لي ما بداخلي، لقد كانت بمثابة الصديق الذي استمع إليّ دون أن يحكم عليّ أو يقاطعني، لقد كانت بمثابة المحفز الذي دفعني للعمل على تحقيق أهدافي.

وبعد مرور أيام، عدت إلى قراءة الأمنيات مرة أخرى، وبدأت أخطط لتحقيقها، لقد حددت الأهداف التي يجب أن أحققها ووضعت الخطط التي يجب أن أسير عليها، لقد قررت أن أبدأ العمل فوراً.

لقد تعلمت من هذه التجربة درساً مهماً، ألا وهو أننا يجب أن ندون أمنياتنا وأحلامنا، لأن هذا هو الخطوة الأولى نحو تحقيقها، فإذا لم ندون أمنياتنا ستبقى مجرد أفكار في أذهاننا، وإذا بقيت مجرد أفكار في أذهاننا فلن نخطو أي خطوة نحو تحقيقها، ولن نستطيع أبدًا أن نعرف ما إذا كانت هذه الأمنيات قابلة للتحقيق أم لا، وإذا لم نحاول تحقيقها فلن نستطيع أن نعرف مدى قدرتنا على تحقيقها.

لذلك، أدعوك عزيزي القارئ إلى أن تأخذ ورقة وقلم وتكتب فيها جميع أمنياتك، ولا تخجل من ذلك، فالأمنيات هي التي تحركنا وتدفعنا إلى الأمام، والأمنيات هي التي تجعل حياتنا أكثر جمالاً.

تذكر، ليس هناك أحلام مستحيلة، فإذا كانت لديك الرغبة في تحقيق حلمك، فاعمل على تحقيقه، ولا تدع شيئاً يقف في طريقك، فالأحلام لا تتحقق بالكلام بل بالأفعال.

قد يهمك ايضاً:

  • 7 خطوات لتحقيق أهدافك
  • كيف تحول أحلامك إلى حقيقة
  • لا تخف من الفشل، فهو مفتاح النجاح
  • كن إيجابياً، فالإيجابية تجذب الإيجابية
  • ثق بنفسك، فثقتك بنفسك ستساعدك على تحقيق أهدافك

تسجيل الرغبات خطوة نحو تحقيق الأحلام

لقد اكتشفت أن تسجيل الرغبات هو خطوة مهمة نحو تحقيق الأحلام، وأن الاحتفاظ بورقة الأمنيات بقربي أمر مفيد جداً، حيث يذكرني بأهدافي ويحفزني على العمل على تحقيقها، كما يساعدني على اكتشاف رغباتي الحقيقية والتمييز بينها وبين الرغبات الزائفة والآنية، لذلك أنصحك عزيزي القارئ بتجربة هذه الخطوة، ولا تقلق بشأن شكل الورقة أو لونها أو الرسومات الموجودة عليها، المهم هو أن تبدأ بالكتابة، فمن يدري، فقد تكون هذه الخطوة هي بداية رحلتك نحو تحقيق أحلامك.