الليوان.. فضاءٌ يروي حكايات الماضي والحاضر




أهلاً بك عزيزي القارئ، فتفضل بالدخول إلى "الليوان"، حيث سنستكشف معًا فضاءً يضم بين جدرانه حكايات الماضي والحاضر، ويتجلى فيه عبق التراث والثقافة العربية الأصيلة.

يعد الليوان جزءًا لا يتجزأ من البيت العربي التقليدي، وهو عبارة عن ممر مسقوف يمتد على طول أحد جانبي المنزل، يربط بين الغرف الداخلية والباحة الخارجية.
وصفت الكاتبة السعودية رجاء عالم الليوان بأنه "الوجه المضيء" للمنزل، وهو وصف دقيق للغاية، لأنه يمثل واجهة المنزل ويلقي الضوء على ما بداخله.

بمجرد دخولك إلى الليوان، ستجد نفسك في عالم آخر، ففي الجدران المزخرفة بسور القماش والجبس، ستقرأ حكايات العائلات التي سكنت هذا المنزل عبر السنين، وستسمع صدى ضحكات الأطفال الذين ركضوا فيه يومًا ما.
الأبواب والنوافذ التي تصطف على جانبي الليوان تزينها الزخارف العربية المعقدة، والتي تروي قصصًا عن الحرفيين المهرة الذين صنعوها.

إلى جانب قيمته الجمالية، كان الليوان بمثابة مساحة مهمة للترفيه والتواصل الاجتماعي. ففيه يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء للاستمتاع بوجبة الطعام أو احتساء الشاي أو سرد القصص والحكايات.
كما كان الليوان بمثابة مكان خاص للنساء والأطفال الذين كانوا يستمتعون بالخصوصية فيه بعيدًا عن ضوضاء الشارع.

على الرغم من تطور العمارة الحديثة، إلا أن الليوان لا يزال يحافظ على مكانته في البيوت العربية، حيث يضيف لمسة من الأصالة والتراث إلى المنازل المعاصرة. وإذا كنت محظوظًا بما يكفي لامتلاك منزل به ليفان، فاعتبره كنزًا ثمينًا، وخصص له مكانًا خاصًا في قلبك، لأنه أكثر من مجرد ممر، إنه مساحة حية تروي حكايات الماضي وتستضيف ذكريات المستقبل.

عندما تغادر الليوان، فتذكر أنك تحمل معك ليس فقط ذكريات الزيارة، بل قطعة صغيرة من التراث العربي الأصيل.