المخالفات




عندما كنت طفلاً، كنت أعشق مخالفة القواعد. لم يكن الأمر متعلقًا بالعصيان، بل كان أكثر من مجرد فضول بشأن حدود ما هو مسموح به. من السرقة من متجر الحلوى المحلي إلى التسلل إلى السينما بدون تذكرة، كان لدي سجل حافل بالمخالفات في سن مبكرة.
مع تقدمي في السن، لم يختف شغفي بالمخالفات تمامًا. ولكن مع ذلك، تغيرت طبيعة مخالفاتي. لم يعد الأمر يتعلق بانتهاك قواعد المجتمع، بل أصبح أكثر حول تحدي القواعد التي كنت أضعها على نفسي.
كنت دائمًا شخصًا شديد الانضباط. كنت أستيقظ مبكرًا كل صباح وأذهب إلى صالة الألعاب الرياضية وأتناول نظامًا غذائيًا صحيًا. لكن في داخلي، كنت أشعر بالحنين إلى التمرد. أردت أن أعرف ما الذي سيحدث إذا خرجت عن روتيني الصارم.
وهكذا، بدأت في التهرب من تمرين الصباح. ثم بدأت في تناول البيتزا والبسكويت. في البداية، شعرت بالذنب والإحباط، ولكن مع مرور الوقت، أدركت أنني لم أكن سيئًا كما كنت أعتقد. في الواقع، كنت أشعر بالتحسن.
كانت مخالفتي لقواعدي الخاصة بمثابة تجربة تحررية. لقد أدركت أنني لست مضطرًا لأن أكون صارمًا للغاية مع نفسي طوال الوقت. كان بإمكاني الاستمتاع بالحياة مع الاستمرار في تحقيق أهدافي.
بالطبع، لا أشجع الجميع على مخالفة القواعد. هناك بعض القواعد التي يجب اتباعها لأسباب وجيهة. ومع ذلك، أعتقد أنه من المهم أن نتحدى القواعد من وقت لآخر. يمكن أن يساعدنا ذلك على النمو والتعلم وتوسيع آفاقنا.
في الآونة الأخيرة، قرأت مقالاً عن فوائد مخالفة القواعد. وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم ميل إلى انتهاك القواعد كانوا أكثر إبداعًا ومرونة من أولئك الذين يلتزمون بالقواعد دائمًا. كما وجدت الدراسة أن المخالفين للقواعد كانوا أكثر احتمالًا لأن يكونوا رواد أعمال ناجحين.
لذا، في المرة القادمة التي تفكر فيها في مخالفة القواعد، لا تقلق بشأن عواقب ذلك. فقط افعلها. قد تتعلم شيئًا عن نفسك.