المخرج حسين دعيبس.. ومآلات فنان شجاع




كانت أعماله الفنية علامة مميزة تختزل مرحلة مهمة في مسيرة الدراما العربية المُصوّرة، يحمل هموم مجتمعه، ويحاول معالجتها عبر أعماله الدرامية. في جعبته الكثير من الأعمال الفنية، وحكايات أكثر.
لم يكن حسين دعيبس مخرجًا عاديًا، كان فنانًا ذا رؤية بصرية غير مألوفة، شعار عمله هو "التحدي"، في كل عمل فني له يبحث عن تحدٍ جديد، عبر نصوصه التلفزيونية التي يكتبها حينًا، أو القصص التي تدور أحداثها في بيئات صحراوية أو بدوية، أو أعمالٍ لم تتجاوز ساعة واحدة.

انطلق في بداياته في بدايات الثمانينات، من خلال إخراج الأغاني المصوّرة لنجوم الغناء العربي، مثل كاظم الساهر وهاني شاكر وديانا حداد، قبل أن ينتقل إلى إخراج المسلسلات التلفزيونية، حيث لمع اسمه مع منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وقدّم خلال مسيرته الفنية ما يقارب 30 مسلسلًا، أشهرها "ذيب الرماد" و"جواد علك" و"الصقر" و"الموت القادم إلى الشرق" و"عرس الصقر" و"الحجاج" و"وعد الغريب" و"الطريق إلى كابول" و"فارس بني عباد" و"ذاكرة الجسد" و"أولاد القيمرية".

لكن حدثًا مفجعًا قلب حياته رأسًا على عقب، حين تعرّض لجلطة دماغية مفاجئة نُقل على أثرها للمستشفى، ليُصارع المرض في "دار المسنين" وحيدًا. هذا المخرج الذي أسعد الكثيرين من خلال أعماله الفنية، يقضي أيامه الآن في إحدى زوايا "دار المسنين"، في انتظار عناية رسمية تتابع حالته الصحية الصعبة.

لقد ترك لنا "حسين دعيبس" بصمة واضحة في تاريخ الدراما العربية، وحفر اسمه بحروفٍ من ذهب بين جيل الرواد، وهو يستحق منّا كل التقدير والعرفان لما بذله في سبيل إثراء الساحة الفنية بمئات الأعمال الفنية، أتمنى أن ينال التكريم اللائق في الأيام القادمة.