المسجد الحرام




كان المسجد الحرام دائمًا مكانًا مميزًا بالنسبة لي. لقد نشأتُ على حب المساجد وجمالها وسلامها. وكان المسجد الحرام هو أعظمها جميعًا، وكان حلم حياتي دائمًا أن أزوره وأصلي فيه.
أخيرًا، تحققت أحلامي عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري. كنت في رحلة مدرسية إلى مكة المكرمة، وأتيحت لي الفرصة لزيارة المسجد الحرام. كنت في حالة من الرهبة عندما دخلت المسجد لأول مرة. كان أكبر وأجمل مما كنت أتخيل. كانت الأرضيات من الرخام الأبيض، وكانت الجدران مزينة بالرخام الملون والفسيفساء الذهبية. وكانت القبة الضخمة في السقف تحفة معمارية.
صليت في المسجد الحرام لعدة أيام، وشعرت بسلام وسكينة لم أشعر بهما من قبل. كان المسجد ملاذًا لي من ضغوط الحياة، وكان مكانًا يمكنني فيه أن أتواصل مع الله.
في إحدى الليالي، كنت جالسًا في المسجد الحرام أتأمل في جماله. وفجأة، رأيت رجلاً عجوزًا يجلس في أحد الأركان. كان يرتدي ثوبًا أبيض طويلاً وعمامة، وكان يبدو أنه في حالة تأمل عميق. اقتربت منه وسألته عما إذا كان بإمكاني الجلوس معه.
وافق العجوز، وسرعان ما بدأنا نتحدث. أخبرني أنه كان أحد الحجاج الذين جاؤوا من بلد بعيد. لقد كان يتوق إلى زيارة المسجد الحرام لسنوات، والآن وقد جاء أخيرًا، كان يشعر بسلام وسعادة لا يمكن وصفهما.
تحدثنا عن ديننا وإيماننا. وشاركنا القصص عن حياتنا. وشعرت بتواصل عميق معه، على الرغم من أننا التقينا للتو.
في نهاية حديثنا، قال لي العجوز: "تذكر دائمًا أن المسجد الحرام هو مكان خاص. إنه مكان للسلام والسكينة والصلاة. عندما تكون هنا، دع قلبك ينفتح واسمح لله أن يدخله".
غادرت المسجد الحرام ذلك اليوم وأنا أشعر بالامتنان والبركة. لقد كانت تجربة لن أنساها أبدًا. ومنذ ذلك الحين، عدت إلى المسجد الحرام عدة مرات، وفي كل مرة أشعر بنفس الشعور بالسحر والسكينة.
المسجد الحرام هو مكان خاص جدًا بالنسبة لي. إنه مكان أشعر فيه دائمًا بالراحة والسلام. إنه مكان يمكنني فيه أن أتواصل مع الله وأكون على اتصال مع ديني. إنه مكان أشعر فيه دائمًا بالوطن.