في عالم كرة القدم حافل بالمتعة والتشويق، هناك مواجهات من العيار الثقيل تظل عالقة في أذهان عشاق اللعبة، ومن بين هذه المواجهات التاريخية، تبرز المباراة التي جمعت بين نادي المصري البورسعيدي ونادي بلاك بولز الإنجليزي في بطولة كأس العالم للأندية عام 2010.
بلاك بولز، العملاق المجهول
ربما يكون نادي بلاك بولز بالنسبة للكثيرين اسماً غير مألوف، لكن هذا الفريق الإنجليزي العريق كان بمثابة مفاجأة البطولة. فقد تمكن هذا الفريق القادم من دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي، من قلب التوقعات والتأهل لكأس العالم للأندية بعد فوزه بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي.
المصري، ممثل مصر والعرب
أما على الجانب الآخر، فقد كان نادي المصري البورسعيدي ممثلاً لمصر والعالم العربي في هذه البطولة. وكان الفريق قد حقق لقب الدوري المصري في الموسم السابق، وكان يتطلع لترك بصمة قوية في هذه البطولة العالمية.
المباراة الحماسية
وفي يوم المباراة، اكتظ استاد مدينة زايد في أبو ظبي بالجماهير من الجانبين. وبدأت المباراة بحماس كبير، حيث تبادل الفريقان السيطرة على مجريات اللعب. وكان المصري أول من سجل هدفاً عن طريق النجم أحمد صديق.
ولكن لم يهنأ المصري بهذا الهدف طويلاً، إذ سرعان ما رد بلاك بولز بهدف التعادل عن طريق اللاعب تشارلي آدم. واستمر تبادل الهجمات بين الفريقين، مع أفضلية نسبية للمصري الذي كان أكثر استحواذاً على الكرة.
الهدف التاريخي
وفي الدقيقة 53، حدث ما لم يتوقعه أحد. انطلق النجم المصري محمد أبوتريكة بالكرة من وسط الملعب، وراوغ مدافعين من بلاك بولز بمهارة عالية، قبل أن يسدد كرة صاروخية في شباك الحارس. انفجر الاستاد بالهتافات، وارتفع علم مصر عالياً في المدرجات.
حاول بلاك بولز العودة إلى المباراة، لكن دفاع المصري كان صلباً ومنعهم من أي تهديد حقيقي لمرمى عصام الحضري. وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، سجل المصري هدفه الثالث عن طريق البديل حسام باولو.
مفاجأة من العيار الثقيل
انتهت المباراة بفوز المصري على بلاك بولز بنتيجة 3-1، في مفاجأة من العيار الثقيل. حقق الفريق المصري إنجازاً تاريخياً، وأصبح أول فريق عربي يصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم للأندية.
الإشادات العالمية
حظي فوز المصري على بلاك بولز بإشادات واسعة من جميع أنحاء العالم. أشاد الخبراء بمستوى الفريق المصري، وبراعة لاعبيه الفنية. ووصف البعض هذه النتيجة بأنها "زلزال كروي" هز أركان عالم كرة القدم.
ستظل مباراة المصري ضد بلاك بولز محفورة في ذاكرة عشاق كرة القدم العرب. فقد كانت هذه المباراة بمثابة انتصار تاريخي، أثبت للعالم أن الفرق العربية قادرة على المنافسة على أعلى المستويات.