عندما تقابل المطران بولس يازجي، تشعر وكأنك التقيت صديقًا قديمًا. يتمتع بحضور دافئ وابتسامة لطيفة، وهو مستمع جيد يعرف كيف ينير حتى أكثر المواقف قتامة.
ولد المطران يازجي في سوريا عام 1959، وفي سن مبكرة جدًا، شعر بالدعوة إلى خدمة الكنيسة. درس الهندسة المدنية، لكنه سرعان ما أدرك أن شغفه الحقيقي يكمن في مساعدة الآخرين.
بعد تخرجه، درس المطران يازجي اللاهوت في المعهد اللاهوتي في دمشق، وبعدها رُسم راهبًا، ثم أسقفًا. عمل في العديد من الرعايا في جميع أنحاء سوريا، وكان معروفًا بحب الرعية، واهتمامه العميق برفاهي الناس.
في عام 2013، أثناء الحرب الأهلية السورية، اختطف المطران يازجي مع اثنين آخرين من رجال الدين. احتُجزوا لأكثر من أربع سنوات، وكانوا يتعرضون للتعذيب والضرب بشكل منتظم. ومع ذلك، لم يفقد المطران يازجي أبدًا إيمانه، واستمر في الصلاة من أجل آسريه.
في عام 2017، تم إطلاق سراح المطران يازجي ورفاقه كجزء من اتفاقية تبادل السجناء. عاد إلى سوريا لكنه اضطر لمغادرة البلاد مرة أخرى بسبب تهديدات بالقتل. يعيش الآن في المنفى، حيث يواصل خدمة الكنيسة بالكتابة والتدريس وإلقاء المحاضرات.
على الرغم من كل ما مر به، لا يزال المطران يازجي شخصًا متفائلًا ويرى الأمل حتى في أحلك الظروف. وهو مقتنع بأن الله معنا دائمًا، وأننا لسنا وحدنا أبدًا. لقد كان مصدر إلهام للعديد من الأشخاص الذين التقوه، وهو تذكير بأنه حتى في أصعب الأوقات، يمكننا أن نجد القوة والأمل في إيماننا.