كان المطران بولس يازجي، مطران مدينة حلب للروم الأرثوذكس، شخصية محبوبة ومحترمة في المجتمع السوري. لقد اختطف في عام 2013، وما زال مصيره مجهولاً حتى يومنا هذا.
وُلد بولس يازجي عام 1959 في مدينة اللاذقية السورية. نشأ في عائلة متدينة وتلقى تعليمه في مدارس المدينة. بعد تخرجه من الثانوية، التحق بكلية الهندسة المدنية بجامعة تشرين.
بعد تخرجه من الجامعة، عمل يازجي مهندسًا لعدة سنوات قبل أن يلبي دعوته للكهنوت. رُسم كاهنًا عام 1993، وسرعان ما عُرف ببراعته في الوعظ ونشاطه الرعوي.
في عام 2009، انتُخب يازجي مطرانًا لأبرشية حلب للروم الأرثوذكس. كان محبوبًا من قبل شعبه، وعُرف بجهوده لتعزيز الحوار بين الأديان والعمل من أجل السلام في سوريا.
في 22 أبريل 2013، بينما كان يازجي في طريقه من بلدة رأس العين الحدودية إلى حلب، اختطف من قبل مسلحين مجهولين. منذ ذلك الحين، لم يُعرف مصيره على وجه اليقين.
هناك عدة نظريات حول سبب اختطاف يازجي. يعتقد البعض أنه اختُطف من قبل جماعات المعارضة المسلحة في محاولة للحصول على فدية أو مبادلته الأسرى. يعتقد آخرون أنه اختطف من قبل جماعات متطرفة أرادت إرسال رسالة ضد المسيحيين في سوريا.
منذ اختفاء يازجي، بذلت عائلته والكنيسة الأرثوذكسية السورية قصارى جهدهم للعثور عليه وإعادته إلى الوطن. ومع ذلك، فإن جهودهم لم تنجح حتى الآن.
في الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير تفيد بأن يازجي قد شوهد في سجن عدرا سيء السمعة بالقرب من دمشق. لكن هذه التقارير لم تُؤكد بعد، وما زال مصير يازجي مجهولًا.
كان اختفاء المطران يازجي ضربة قاسية للمسيحيين في سوريا. لقد كان رمزًا للأمل والوحدة لبنات شعبه، كما أن اختفائه خلق شعورًا بالخوف والقلق بين المسيحيين في جميع أنحاء البلاد.
كما أثر اختفاء يازجي أيضًا على العلاقات بين الأديان في سوريا. لقد كان مدافعًا صريحًا عن الحوار والتعاون بين المسيحيين والمسلمين، واختفائه جعل من الصعب بناء الجسور بين المجتمعين.
إلى أن يتم العثور على المطران بولس يازجي وإعادته إلى الوطن، فإن إرثه سيستمر في إلهام جميع من عرفوه. إنه رمز للصمود والأمل في وجه الشدائد، وقصته هي تذكير بأن الصراع في سوريا لا يزال مستمرًا وبأن الجهود المبذولة لإنهاء العنف وتعزيز السلام يجب أن تستمر.