المعلم الحلقه 8




الأستاذ وصلاح في رحلة في الصحراء، لا غبار ولا رمل في الطريق. يقول الأستاذ لصلاح:

"يا صلاح، نحن نسير منذ ساعات، لكننا لم نقابل أحدًا ولم نر شيئًا. هل أنت بخير؟"

يرد صلاح:

"لا تقلق يا أستاذ، أنا بخير. فقط الأشياء من حولنا تبدو.. هادئة للغاية."

يكمل الأستاذ:

"نعم، إنها هادئة للغاية. ربما لأننا في الصحراء."

تنظر إلى الأفق، وتلاحظ من بعيد شيئًا يتحرك. تصرخ بحماس:

"انظر هناك، أستاذ! إنه سراب!"

يضحك الأستاذ:

"هذا مجرد وهم، صلاح. السراب يحدث عندما تنحني أشعة الشمس على الأرض، فتخلق انعكاسًا يشبه الماء."

يصمت صلاح للحظة ثم يقول:

"لكنها تبدو حقيقية للغاية."

يبتسم الأستاذ:

"نعم، يمكن أن تكون السراب خادعة. لكن تذكر أنه مجرد وهم."

يكملان رحلتهما، والسراب لا يزال يتحرك أمامهما. يسرع صلاح وينظر إلى الخلف:

"هذا السراب يتبعنا، أستاذ!"

يضحك الأستاذ مرة أخرى:

"لا يا صلاح، السراب لا يتبعنا. إنه مجرد وهم يخلقه دماغنا."

تتوقف فجأة صلاح، وتحدق في الأفق مرة أخرى. يلاحظ شيئًا غريبًا:

"انتظر، أستاذ، انظر! السراب يتغير!"

يترنح السراب، ويتحول شكله. يرى الأستاذ شيئًا أيضًا ويتوقف في مكانه:

"هل هو... هل هو واحة؟"

يصرخ صلاح من الفرح:

"نعم، إنها واحة! وجدناها أخيرًا!"

يواصل الأستاذ وصلاح رحلتهما، متجهين نحو الواحة. لقد عانىوا من العطش والجوع، لكنهما صمدا. والآن، بفضل سراب وهمي، وجدا خلاصهما في الصحراء.

عندما وصلا إلى الواحة، شربا من الماء العذب وأكلوا من الفواكه اللذيذة. ثم جلسا تحت ظل شجرة النخيل، ونظرا إلى الصحراء الشاسعة التي تركاها وراءهما.

"يا صلاح، لقد تعلمنا درسًا قيمًا اليوم." قال الأستاذ.

"ما هو يا أستاذ؟" سأل صلاح.

"أن حتى أكثر الأوهام خداعًا يمكن أن تؤدي إلى أشياء حقيقية."