المنهل الذي لا ينضب




تُعتبر عاشوراء ذكرى سنوية تُحييها الطوائف الشيعية في جميع أنحاء العالم، وهي ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وحاشيته في معركة كربلاء في عام 61 هـ.

وتحمل هذه الذكرى دلالات عميقة ومؤثرة، تجاوزت حدود الطائفة الشيعية لتصبح مناسبة للتأمل والتفكر في القيم النبيلة والتضحية من أجل المبادئ، كما أثرت بشكل كبير في الأدب والفنون والموسيقى والطقوس الدينية.

الصمود والتضحية:

تُعد ملحمة عاشوراء قصة عن الصمود والتضحية في مواجهة الظلم والطغيان، حيث قاد الإمام الحسين وحاشيته ثورة ضد الظلم الأموي، رافضين الخضوع للذل والمهانة.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}
  • وعن الإمام الحسين (عليه السلام): "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم القيامة فكونوا أحرارًا في دنياكم"
  • العدالة والمساواة:

    دعت عاشوراء إلى مبادئ العدالة والمساواة، وحق كل إنسان في العيش بكرامة وحرية دون تمييز أو ظلم.

    يقول الله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}
  • وعن الإمام علی (عليه السلام): "الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"
  • التآخي والوحدة:

    جمعت عاشوراء المسلمين من جميع الطوائف والمذاهب حول قضية مشتركة، وأكدت على أهمية التآخي والوحدة في مواجهة التحديات والمحن.

    يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
  • وعن الإمام الحسين (عليه السلام): "المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى"
  • التأثير عبر التاريخ:

    امتد تأثير عاشوراء على مر القرون، وألهمت قصتها العديد من الثورات والحركات الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.

    وتحمل عاشوراء رسالة خالدة للبشرية جمعاء، تدعو إلى التمسك بالقيم النبيلة، والدفاع عن الحق والعدالة، ومقاومة الظلم والطغيان.

    في ظل عالم اليوم، الذي يشهد صراعًا دائمًا بين الخير والشر، لا تزال رسالة عاشوراء ذات أهمية أكبر من أي وقت مضى، وهي تذكرنا بأهمية الوحدة والتضحية من أجل قضية صالحة.

    فلتكن عاشوراء مناسبة للتأمل والتذكر، وليستمد المسلمون والعالم أجمع الإلهام من هذه الملحمة الخالدة، على طريق بناء مستقبل أفضل للجميع.