المولد النبوي .. قصة تجسدت فيها كل معاني الرحمة والإنسانية




تتزين شوارع وبيوت المسلمين في مختلف البلدان العربية والإسلامية، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، احتفالاً بذكرى مولد نبينا الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ففي مثل هذا اليوم منذ أكثر من 14 قرناً، أشرقت شمس الإسلام على الأرض لتخرج بها من ظلمات الوثنية والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد، فكانت ولادة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمثابة الفجر الذي أضاء طريق البشرية.
وتمتلئ هذه المناسبة العظيمة بفيض من الرحمات والمناسبات الدينية، ويحرص المسلمون على الاحتفال بها من خلال أداء العبادات والطاعات وقراءة القرآن الكريم والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإقامة حلقات الذكر والمولد النبوي الشريف، والتعبير عن الفرحة والسرور بهذه الذكرى العطرة، فمن منا لا يهلل يكبر ويحمد الله تعالى على أن منَّ علينا بهذه النعمة العظيمة، فبمولد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخرج الله الناس من الظلمات إلى النور وأكمل عليهم نعمته ورضي لهم الإسلام ديناً.
وليس من قبيل المبالغة القول إن هذه المناسبة هي من أعظم المناسبات وأجلها على الإطلاق، فهم نبي الرحمة للعالمين، الذي جاء ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وجاء ليوحد البشرية ويحقق المساواة بينهم، ففضلاً عن رسالته السماوية العظيمة، تميزت أخلاق سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرحمة واللين، وكان مثالاً وقدوة في كل شيء، حتى في أبسط الأمور الحياتية، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمازح أصحابه ويشاركهم في أمورهم وحتى في مآكلهم ومشاربهم، وفي الوقت نفسه، كان شديدًا في الحق، فلم يخش في الله لومة لائم، فقد كان يوالي الناس بقلبه الطيب الحنون، ويقسو عليهم بتعاليم ربه الحكيم، كما كان يُدافع عن الضعفاء والمستضعفين، وينصر المظلومين، فلا عجب أن يتعلق المسلمون به أشد التعلق، فيتزينون بذكراه في شوارعهم ومدنهم، ويسمون أبناءهم وبناتهم على اسمه، ويفتخرون به وبسنته أسمى فخر وأعظم اعتزاز، رحم الله نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورزقنا شفاعته يوم القيامة.