لعبة كرة القدم مليئة بكثير من المفاجآت، ومن الممكن أن يخسر مباراة أي فريق مهما كبرت شعبيته أو طالت مسيرة نجاحاته، ولا أحد منا ينكر ذلك، ولكن أن يخرج أحد المسؤولين في نادٍ معين ليصرح حول خسارة فريقه بتصريحات هزيلة لا تليق فهو أمر غير مقبول على الإطلاق، وهذا ما فعله خالد السيف رئيس نادي العروبة، والذي اتهم اللاعبين بالتقصير عقب الخسارة من نادي العدالة في الدوري السعودي الممتاز.
لم يجد رئيس العروبة أي مبرر للخسارة غير إلقاء اللوم كله على اللاعبين، ولا نعلم هل هذا التصريح يأتي من رؤية فنية لدى خالد السيف، أم أنه مجرد هروب من المسؤولية وتحميلها لأطراف أخرى، فمسئولية النتائج السيئة تقع في المقام الأول على الإدارة قبل اللاعبين، فهي من تتعاقد مع المدرب واللاعبين، وهي من تضع الخطط والأهداف وتعمل على توفير الإمكانيات المادية والبشرية، لذلك فإن تحميل اللاعبين مسؤولية سوء النتائج يُعد أمراً في غاية السذاجة.
النتائج السيئة التي يحصل عليها نادي العروبة في الدوري السعودي الممتاز هذا الموسم ترجع بالطبع إلى سوء الإدارة والفكر، وما يدل على ذلك حصول الفريق اللواء على المركز الأخير في جدول ترتيب الدوري، حيث خاض 18 مباراة لم يحقق الفوز في أي مباراة منهم، وتعادل في مباراة واحدة، وخسر في 17 مباراة كاملة، وهي من أسوأ النتائج التي يحصل عليها أي فريق في بطولات الدوري في العالم، كما أنه من أغزر الفرق استقبالاً للأهداف إذ استقبلت شباك الفريق ما يصل إلى 47 هدفًا، كما لا ننسى أن هذا الفريق تعرض لثلاثة هزائم متتالية بسبعة أهداف دون رد، وهو ما جعل الجماهير تصفه بـ"فريق السباعيات"، أي الذي يخسر بسباعية أهداف.
من القرارات غير الموفقة لإدارة نادي العروبة، هو التعاقد مع المدرب الأرجنتيني جابرييل بواتو، والذي لا يمتلك تاريخًا تدريبيًا مميزًا، ولم يحقق أي نجاح يذكر مع الفرق التي دربها، كما أن قرار الإدارة بإقالته وتعيين المدرب الوطني خالد العطوي بعد خسارة الفريق أمام العدالة لم يكن موفقًا هو الأخر، حيث أن العطوي هو أحد أبناء نادي العروبة المخلصين، ولكن لا يمتلك خبرة تدريبية كافية بخلاف أنه يتولى تدريب الفريق في فترة حرجة للغاية، وهو ما يجعل مهمته صعبة للغاية.
حال نادي العروبة صعب للغاية، ولا يبشر بالخير على الإطلاق، وعلى ما يبدو فإن الفريق في طريقه إلى الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، ولا يوجد أي سبب قد يمنع ذلك خاصة في ظل الأداء السيء الذي يقدمه الفريق، وأمل الجماهير في تحسن نتائج الفريق أمر مشروع، ولكن يبدو أنه أمل بعيد المنال.