النوة




تمثل النوة، في وصفها التقليدي، هبوبًا شديدًا للرياح يضطرب البحر خلاله، وقد يأتي مصحوبًا بأمطار غزيرة يتبعها سيول وارتفاع في موج البحر.
وتؤثر النوة على سواحل البحر المتوسط، خاصة في مصر وبلاد الشام، وتعتبر عاملاً مناخيًا مهمًا في هذه المناطق.
وللنوة أسماء متعددة في أنحاء العالم، حيث يطلق عليها في بعض المناطق اسم "العواصف الموسمية" أو "رياح الرياح الموسمية"، وفي مناطق أخرى "العواصف المدارية" أو "الأعاصير".
ومع ذلك، فإن النوة في وصفها الدقيق هي ظاهرة مناخية محدودة تحدث في منطقة جغرافية معينة، وهي سواحل البحر المتوسط، ولا تمتد على مساحات شاسعة من اليابسة أو تتسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات واسعة مثل الأعاصير والرياح الموسمية.
وقد أولى العرب القدماء أهمية كبيرة للنوة، لما لها من تأثير واضح على حياتهم اليومية، وخاصة على الصيادين والتجار الذين يعتمدون على البحر في رزقهم.
ورصد العرب قديمًا عددًا من النوات التي تحدث على مدار العام، وأطلقوا عليها أسماء مختلفة، مثل النوة الفرقدانية والنوة الشامية والنوة البردانية والنوة الكلبية، وربطوا بينها وبين الأبراج السماوية وحركة النجوم.
وتعتبر النوة إحدى الظواهر المناخية التي تخضع للتغير المستمر، حيث تختلف شدتها ومدتها من عام لآخر، وتؤثر عليها عوامل مختلفة مثل التغيرات المناخية العالمية وتذبذب ظاهرة النينو.
وبشكل عام، فإن النوة ظاهرة طبيعية لها تأثير ملموس على البيئة البحرية والساحلية، وعلى حياة الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من سواحل البحر المتوسط.