الهلال والأخدود.. قصة مؤثرة عن صمود المؤمنين في وجه الظلم
في زمن غابر، في مدينة نجران اليمنية، حكاية مؤلمة حدثت، قصة صمود وإيمان راسخ، قصة "الهلال والأخدود".
قصة الهلال والأخدود:
كان في نجران حاكم ظالم يدعى ذو نواس، أحد ملوك الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي، عُرف بوحشيته وتنكيله بالمسيحيين. أراد ذو نواس إجبارهم على نبذ دينهم وعبادة آلهته الوثنية، لكنّهم رفضوا بشدة.
استشاط ذو نواس غضبًا، وأمر بجمعهم في حفرة عميقة وأشعل النار فيها، وأخذ يُلقيهم فيها واحداً تلو الآخر. بين أولئك المؤمنين كان هناك رجل صالح يدعى الهلال بن بهية، الذي ظلّ ثابتًا على إيمانه حتى اللحظات الأخيرة.
شجاعة الهلال:
وسط هذا الجحيم، وقف الهلال بثبات، يرفض التخلي عن ربه. وبدلاً من أن يتوسل من أجل حياته، خاطب ذو نواس بجرأة: "يا ذو نواس، إنّ موتي على دين المسيح أهون عليّ من الحياة على دينك".
ازداد غضب ذو نواس، وأمر رجاله بربط الهلال بحبل وإلقائه في الأخدود. لكن الهلال، وهو في الهواء، رفع وجهه إلى السماء ودعا ربه. وإذ برحمة الله تنزل عليه، فتوقفت النيران عن حرقه.
معجزة السماء:
وُجِه ذو نواس بالحقائق الماثلة أمامه، وتعجبت القلوب من قدرة الهلال على الصمود. إذ لم تمسسه النيران بسوء. كما أن طائراً أبيض حلّق حول الأخدود، ينشر عطراً ذكياً حول المكان. وتحوّلت الأزهار المحيطة إلى اللون الأبيض، وكأنها تُزفُّ بشرى الانتصار.
انتصار الإيمان:
عجز ذو نواس عن مواجهة قوة الإيمان، واضطر إلى أن يخضع للهزيمة. وأسلم على يد الهلال كثير من المشركين، وأصبحوا من أنصار الحق ونصرة الدين. وسمّي المكان الذي حدث فيه الحدث بالأخدود، تخليداً لذكرى بطولة المؤمنين وثباتهم.
دروس من "الهلال والأخدود":
قوة الإيمان لا تقهر وواثقة بقدرة الله حتى في وجه التحديات الكبرى.
الثبات على المبادئ لا يتزعزع مهما كانت الظروف صعبة.
الرحمة الإلهية حاضرة دائمًا لمن يتوكل على الله ويصبر.
النصر الحقيقي هو نصر الإيمان والحق مهما كانت التضحيات.