"أنت شخص أناني. لماذا تفضل أن تكون وحيدًا؟"
كلمات والدي كانت لا تزال تدور في ذهني وأنا أشاهد حشدًا من الناس يسيرون في الشارع. لقد قضيت معظم حياتي أشعر بالوحدة، لكنني لم أكن أنانيًا. كنت أستمتع بصحبة نفسي، وأقدر اللحظات الهادئة التي يمكنني قضاؤها في التفكير والقراءة والكتابة.
لكن يبدو أن مجتمعنا لديه تصور سلبي عن الوحدة. يرى الناس أنها حالة من العزلة الاجتماعية أو الانطواء، وأن أولئك الذين يختارون أن يكونوا وحيدين هم أشخاص غريبون أو معيبون بطريقة ما.
أردت أن أفهم لماذا يحمل الناس مثل هذه الآراء السلبية عن الوحدة. هل هي مجرد وصمة عار اجتماعية، أم أن هناك شيئًا أكثر من ذلك؟
بدأت البحث في هذا الموضوع، وسرعان ما أدركت أن الوحدة هي شعور معقد يتأثر بعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية. على المستوى البيولوجي، يمكن أن تؤثر الجينات على مستوى شعورنا بالوحدة. كما يمكن أن تؤثر عوامل أخرى مثل النوم والهرمونات على مزاجنا وتفاعلنا الاجتماعي. على المستوى النفسي، يمكن أن تؤثر التجارب السابقة والاعتقادات الشخصية وخيارات نمط الحياة على درجة شعورنا بالوحدة. على سبيل المثال، قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات أو القلق الاجتماعي بمزيد من الوحدة من غيرهم. على المستوى الاجتماعي، يمكن أن تؤثر عوامل مثل مستوى الدخل والعمل والحالة الاجتماعية على درجة شعورنا بالوحدة. على سبيل المثال، قد يكون الأشخاص العاطلين عن العمل أو الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة للشعور بالوحدة.
من المهم أن ندرك أن الوحدة ليست تجربة سلبية بالضرورة. يمكن أن يكون للوحدة جوانب إيجابية أيضًا. على سبيل المثال، يمكن أن توفر الوحدة وقتًا للتأمل والنمو الشخصي والإبداع.
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الوحدة أيضًا إلى مشاكل صحية، مثل الاكتئاب وأمراض القلب. كما يمكن أن تؤدي الوحدة إلى ضعف الإدراك ومشاكل في النوم.
إذا كنت تشعر بالوحدة، فهناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدة نفسك. يمكنك الانضمام إلى مجموعة أو فصل دراسي أو متابعة هواية جديدة. يمكنك أيضًا التطوع أو مساعدة الآخرين. هذه كلها طرق رائعة لمقابلة أشخاص جدد وإقامة روابط اجتماعية.
يمكن أن تساعدك التحدث إلى معالج أو مستشار أيضًا في فهم شعورك بالوحدة وكيفية التعامل معه. يمكنهم أيضًا مساعدتك في تطوير مهارات التأقلم وتقديم الدعم لك.
تذكر أنك لست وحدك. هناك أشخاص آخرون يشعرون بالوحدة أيضًا. يمكنك اتخاذ خطوات للتغلب على شعورك بالوحدة والعيش حياة أكثر سعادة واكتمالاً.
We use cookies and 3rd party services to recognize visitors, target ads and analyze site traffic.
By using this site you agree to this Privacy Policy.
Learn how to clear cookies here