الوليد الشمسان




مسيرة حافلة بالعطاء وتلاوة آيات الله
في رحاب المسجد الحرام، حيث ينزل السكون والطمأنينة على النفوس، يتردد صدى اسم الشيخ "الوليد الشمسان"، الإمام الحنفي المتميز بصوته العذب وتفسيره الدقيق لآيات القرآن الكريم. منذ نعومة أظفاره، نشأ الشمسان في أسرة عريقة عرفت بولعها بالعلم والعبادة، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وأتقن أحكام التجويد، ليتجه بعدها لدراسة الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
لم يكتفِ الشيخ الشمسان بالدراسة النظرية، بل سعى للتعمق في علوم الدين الإسلامي، فتتلمذ على يد كبار العلماء والمشايخ، أمثال الشيخ "عبدالحميد الكاتب" والشيخ "عبدالله بن جبرين"، ما أهله لأن يصبح أحد أبرز علماء الدين في المملكة العربية السعودية.
بدأت مسيرة الشيخ الشمسان في الإمامة والخطابة في سن مبكرة، حيث تولى إمامة عدد من المساجد في مدينة مكة المكرمة، إلى أن حظي بشرف الإمامة في المسجد الحرام عام 2014م. ومنذ ذلك الحين، يصدح صوت الشيخ الشمسان في جنبات الحرم المكي، ممتعًا المصلين بتلاوته الآسرة لآيات القرآن الكريم، ومبهرًا إياهم بتفسيره الدقيق والسلس.
وإلى جانب عمله كإمام وخطيب، تولى الشيخ الشمسان العديد من المناصب الأكاديمية، منها عميد معهد الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة أم القرى، ورئيس قسم القراءات والتفسير بجامعة أم القرى، ومستشار علمي لعدد من القنوات الفضائية الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، يعد الشيخ الشمسان كاتبًا ومؤلفًا مرموقًا، حيث ألف العديد من الكتب في علوم القرآن والتفسير والفقه، من أشهرها كتاب "إعجاز القرآن الكريم" وكتاب "التفسير السهل الممتنع".
يتميز الشيخ الشمسان بأسلوبه المتوازن في الدعوة إلى الله تعالى، حيث ينتهج الوسطية والاعتدال، ويحرص على معالجة القضايا المعاصرة التي تواجه المسلمين بروح حكيمة وعقلانية. وهو من أشد المدافعين عن منهج أهل السنة والجماعة، ويدعو دائمًا إلى الوحدة ونبذ الفرقة والتعصب.
حظي الشيخ الشمسان بإشادة وتقدير كبيرين على المستوى المحلي والعالمي، حيث نال العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لجهوده في خدمة الدين الإسلامي ونشر تعاليمه السمحة. كما حاز على محبة واحترام ملايين المسلمين حول العالم، الذين يتابعون تلاواته وتفسيره للقرآن الكريم بشغف واهتمام.
إن الشيخ "الوليد الشمسان" نموذج مشرف للعلماء الذين يسعون لنشر الخير والعلم والرحمة بين الناس. فهو إمام وقارئ ومفسر متميز، وكاتب ومؤلف مرموق، وناصح أمين يسعى لإصلاح ذات البين ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين أبناء المجتمع.